الفصل الثامن والعشرون
كتب قسيس من حبسناس ميمرا بالوزن السباعي على الاحداث المؤلمة التي ثارت في طور عبدين سنة 1505 ، ومما قال : خرجت سحابة دكناء من مدينة الجزيرة فغطت الارض ، وهجم السابون على باسبرينا وسببوا مجزرة هائلة . وزحف ملكهم على طور عبدين ثم وصل سعرت وقراها فسبي ونهب ذهبا وفضة واموالا طائلة . ونشبت حروب طاحنة دمرت طور عبدين تدميرا، وزجته في محن وآلام لا تبقى ولا تذر ، فقتل النساء والرجال بدون رحمة ، وسلمت العذارى للهوان . وسيق الشعب سبيا وتقتيلا . ففي اربو قتل مطران الرعية اياونيس آل ريشا . ونهب دير الاخوة وقتل الرهبان في الكنيسة ، وزاد آلامنا ما سببه من خراب وتدمير الرجل الشرير المدعو الشماس مروجل وكتب القس يوحنا السبريني آل قرداش ميمرا آخرا بالوزن السباعي تحدث فيه عن احداث طور عبدين سنة 1714 م ، ومما قال : زحف ملوك وحكام قساة ودمروا الجبل ، فقتلوا الكنهة والرؤساء وسفكوا دماء المؤمنين انهارا، وبثوا الرعب والخوف في النفوس وألبوا الالوف منهم ليقتلوا وينهبوا ويسبوا ويدمروا الكنائس ، وكان اعظمهم شرا الامير المدعو بيدين ، الذي دمر كنيسة مار افرام في باتي وقتل في القرية خلقا كثيرا ، وذبح في زاز خمسة رجال وشرع مع رجاله بتدمير بيعة مار ديمط فيها كما خرب كنائس اخرى كثيرة وقتل الالوف ، واضرم النار في باسقلي وكربوران وفي المنطقة الممتدة من ميدون الى عيتي ، فأباد في هذه المناطق الرجال والنساء والاطفال.
(عن نسختنا المخطوطة بيدنا سنة 1909)