الفصل الثاني عشر
أحاديث المؤرخين الكنسيين السريان في دير قرتمين
حديث الراهب القرتميني المؤرخ – أخبار بعض النساك والزهاد الفضلاء الذين اشتهروا في دير قرتمين -حديث التاريخ المجهول – حديث ابن العبري – حديث من تاريخ الربان يشوع رئيس دير زوقنين -الاحاديث التي نقلناها من سفر الحياة عن دير قرتمين – كتب الدير – محن اخرى تطرأ على دير قرتمين –
حديث الراهب القرتميني المؤرخ
ألف راهب فاضل من دير قرتمين تاريخاً مختصراً ، يتناول الحوادث من سنة 308 الى سنة 1131 يونانية ، في مجموعة جليلة ، اصبنا منها نسخة في باسبرينا بخط داود اسقف حران من النصف الثاني للقرن التاسع بالخط الاسطرنجيلي ، ونشرناها في باريس سنة 1914 ويسرنا ان ننقل هنا أحاديث ذلك :المؤرخ الثابتة في دير قرتمين ، واليك ذلك
” بني دير قرتمين سنة 708 بأيدي مار شموئيل رئيس الدير الاول ، ومار شمعون تلميذه طبقا للتصميم الذي اراهما اياه الملاك . وفي سنة 756 نظفت اجران اضرحة القديسين في الدير فوجدت فيه 483 جمجمة مع مار شموئيل رئيس الدير الاول ، ووضع مع هؤلاء القديسين اول متوفي هو مار يوحنا الرهاوي
وفي سنة 795 رسم مار يوحنا الشعار من دير قرتمين مطرانا لآمد واقام فيها هيكلا جليلا عظيما باسم الشهداء الاربعين ، وابتنى جسرا محاذيا للمدينة على نهر دجلة . وفي سنة 879 نوفي مار يعقوب البرادعي ، والاسقف مار يوحنا من دير قرتمين
وفي سنة 891 زحف الفرس فاحرقوا دير قرتمين ، واحتلوا حصن طور عبدين في سنة 916 ، وفي سنة 926 نصب مار دانيال العوزي رئيس دير قرتمين مطرانا للمدن الاربع : تلا وماردين ، ودارا وطور عبدين
وفي سنة 945 توفي مار دانيال العوزي ، ورسم عوضه مار كبرييل القوسطي الذي احيي ميتا في حياته واجترح عجائب كثيرة اخرى . وفي سنة 900 و 000 والسنة التي تلتها وفي ايام مار كبرييل اسقف دارا ورئيس دير قرتمين نظفت اضرحة القديسين في الدير ( مرة ثانية ) ووجد فيها 802 جمجمة
وفي سنة 1011 رسم مار شمعون من دير قرتمين اسقفا لحران ، وفي سنة 1018 شيد الكنيسة الارثوذكسية الكبرى في نصيبين ، وانفق على ذلك العمل من اموال دير قرتمين ، واضطر ان يبنيها ثلاث مرات لأن الاسقف كان يبني في النهار والنساطرة واليهود يهدمون في الليل ، وبالكاد استطاع اكمالها فكرسها مار يوليان البطريرك الى جانب الاسقف مار شمعون
وفي سنة 1030 نصب مار اتنوس النوبي رئيساً لدير قرتمين ، وفي سنة 25 لرئاسته صار اسقفاً لطور عبدين وتوفي سنة 1058
وفي سنة 1045 انتقل من هذا العالم مار شمعون اسقف حران من دير قرتمين في 3 حزيران يوم الخميس ، وخلفه مار توما تلميذه من دير قرتمين
وفي سنة 1047 التأم مجمع الاساقفة في دير اربين في الغرب ، برئاسة البطريرك مار اثناسيوس الكبير بشأن بعض الاصلاحات والقوانين الكنسية ، وحضر هذا المجمع من دير قرتمين مار لعازر اسقف طور عبدين ومار توما اسقف حران
وفي سنة 1049 توفي مار توما اسقف حران . وفي سنة 1066 توفي البطريرك مار اياونيس واجتمع الآباء في رأس العين نزولا عند رغبة الملك ورسموا مار اسحق اسقف حران من دير قرتمين بطريركاً . وفي السنة التالية توفي عند الملك في عاقولا وخلفه البطريرك مار اثناسيوس الصندلي من دير قرتمين
وفي سنة 1060 رسم مار ديونيسيوس اسقف حران من الدير نفسه ، وفي السنة ذاتها توفي مار اثناسيوس الصندلي في حران في 11 من تموز ، فدفن جثمانه في الدير الذي بناه في تل بشمي .
وفي سنة 1053 جمع عبد الله ملك بغداد جميع الاساقفة ، وسجن البطريرك كوركي عشر سنوات ، وانتخب خلفاً له بأمر الملك داود اسقف دارا من دير قرتمين . وهناك في بغداد توفي مار ديونيسيوس اسقف حران . وفي سنة 1080 توفي داود اسقف دارا الذي صار بطريركاً عنوة وبأمر الملك() .
وفي السنة نفسها صار اميرا على الجزيرة والموصل موسى بن مصعب اليهودي الشرير . . . وتفشى الجوع والوباء في عهده ، وكان الناس يذوبون كالجراد وليس من يدفن . وانتشرت الذئاب الكاسرة وافترست كثيرين من الناس وخاصة في طور عبدين . واستمر في الحكم ثلاث سنوات ثم اعفي وحكم عليه وصودرت كل امواله ، وحتى نساؤه بيعت بيعا
أخبار بعض النساك والزهاد الفضلاء الذين اشتهروا في دير قرتمين
من قصة مار شموئيل ومار شمعون
نجد في قصة مار شموئيل ومار شمعون ثبتا لأسماء خمسين ناسكاً اشتهروا بالزهد والقداسة في هذا الدير الى مطلع القرن الثامن . وعندما قابلنا ذلك بما ورد في سفر الحياة الخاص بالدير وددنا سرد اسمائهم هنا فقط ، لانه يصعب على المؤرخ ان يثبت اعمال كل منهم وزمنه . والاسماء التي اتفق المصدران عليها هي كما يلي ، بعد الرئيس مار شموئيل ومار شمعون الاول
قيروس ابراهام ، آباي ، شمعون ، يوحنا ، هابيل العمودي سنة 480 اسطيفان ، مروان ،مار دانيال العوزي سنة 634 ، قيروس الشيخ ، توتايل ، دانيال ، شمعون ، شمعون ، كوركيس وسرجيس الشهيدان ، يوحنا ، تتانوس الاسقف النوبي سنة 747 ، ابراهام ، يشوع ، موسى ، مار كبرييل الاسقف 667, شمعون ، طيمثاوس ، يوحنا ، شمعون واخوانه الخمسون ، اسحق ، قسطنطين ، اسطيفان ، ميخائيل ، احودامه ، ابراهام ، يوبنيانوس ، لعازر ، يوحنا ، سويرا ، ايليا . وعددهم اربعون
حديث التاريخ المجهول
الذي نشره بروبوس ونسخته في لندن عدد 642 /14
” قبل ان يرسم يوحنا فم الذهب بسنة واحدة وعشرة اشهر ، بني دير قرتمين بهمة مار شموئيل الرئيس الاول ومار شمعون تلميذه الذي اراه الملاك تصميم البناء ومساحة أسسه . وفي ذلك الزمان رسم يوحنا من دير قرتمين مطراناً لآمد ، وشيد فيها هيكلاً عظيماً وجليلاً باسم الشهداء الاربعين ، وابتنى جسراً خارج المدينة على نهر دجلة سنة 795 يونانية ( 484 م )
وفي سنة 1028 )يونانية ( شيد مار شمعون اسقف حران ، وهو من دير قرتمين ، كنيسة نصيبين وكرسها مار يوليان البطريرك وفي سنة 1030 )يونانية )نصب مار اثناس النوبي رئيساً لدير قرتمين .
وفي سنة 1045 ( يونانية ) انتقل من هذا العالم مار شمعون اسقف حران من دير قرتمين في 3 حزيران وخلفه مار شمعون تلميذه
وفي سنة 1049 ( يونانية ) انتقل مار توما اسقف حران . وفي سنة 1066 )يونانية ( توفي مار ياونيس البطريرك ، واجتمع الاساقفة في رأس العين بأمر الملك ورسموا مار اسحق بطريرك ، وهو اسقف حران من دير قرتمين . وفي السنة التالية توفي )اسحق ( في عاقولا عند الملك ، وخلفه البطريرك اثناسيوس الصندلي من دير قرتمين )وهما غير شرعيين كما علمنا سابقا ) وفي سنة 1069 )يونانية ( رسم مار ديونيسيوس اسقفا لحران ، وهو من دير قرتمين . وفي السنة نفسها توفي مار اثناسيوس )الصندلي ( فدفن جثمانه في الدير الذي بناه في تلبشم .
حديث ابن العبري
في تاريخه الكنسي – الجزء الاول
وفي السنة الاولى لملك اركاديوس وهي سنة 708 يونانية 397 م بني دير قرتمين بهمة مار شموئيل الرئيس الاول للدير ومار شمعون تلميذه الذي اراه ملاك الرب تصميم الدير وأسسه وهيكله ، وبعد زمن غير قصير رئس (الدير) مار كبرييل الذي رسم اسقفا ايضا سنة 965 يونانية (654 م) بوضع يد البطريرك مار تيودوروس من برية الاسقيط (برية في مصر) ودعي من دير قنبرين ، وهو الذي ذهب الى عمرو بن عبد العزيز في جزيرة قردو (زبدي ، وهي جزيرة ابن عمر) ونال منه على براءة تثبيت رئاسته على المسيحيين
وبعد وفاة البطريرك ايوانيس في تشرين الاول سنة 1066 يونانية (754 م) تحدث عن رسامة اسحق واثناسيوس الصندلي من دير قرتمين اللذين جلسا على الكرسي البطريركي متتابعين بامر الخليفة ابي جعفر المنصور ، وذلك بالقوة وبطريقة غير شرعية ، وكلاهما قتل . وتحدث ايضا عن داود اسقف دارا وهو ايضا من دير قرتمين ، وقد ناهض مار كيوركي البطريرك الجليل ، وصار بطريركا بالقوة وبامر الملك ، ورذل . وكذلك عن ابراهام (ابيرام) راهب دير قرتمين الذي رسمه (بطريركا) بعض الاساقفة والرهبان الجبيين المحرومين حوالي سنة 813/ 813 م وتوفي هذا المشاق سنة 1148 ي (837 م) ونصب المشاقون اتباعه اخاه شمعون بعده
ان مار اثناسيوس (الصلحي) رسم مار يوحنا الشهير اسقف دير قرتمين سنة 1299 (يونانية) (988 م) الذي جدد الخط الاسطرنجيلي في طور عبدين بعد ان اهمل مدة مئة سنة ، وقد تعلمه من النظر في الكتب وعلم ابن اخيه كتابته وقد حبت النعمة عمنوئيل (ابن اخيه) مقدرة فائقة في الكتابة ، كما حبت اخاه يحيى (نيحي) دقة في التصوير (الرسم) وارسل الاسقف اخاه بطرس الى ملاطية فجلب الرق ، وخط الربان عمنوئيل سبعين مجلدا من الترجمان البسيطة (فشيطا) والسبعينية والحرقلية ، ثم الفناقيث والميامر لثلاثة اجواق جودا واهدى دير قرتمين كتبا ليس لها مثيل في العالم
وفي الزمان نفسه جمع (يوحنا) مطران ماردين مجمع الاساقفة (سنة 1466 يونانية 1155 م) . . . . عين ابن اندراوس مطرانا لطور عبدين ولما وصل موكبه (ابن اندراوس) الى دير مار حننيا وبلغ الخبر الى ابناء طور عبدين ، وجاء القسس والرهبان والشمامسة وواكبوه الى ابرشيته الجديدة ، ونزل عند الجميع كملاك من الله ولكن بعض ذوي الاهواء ناصبوه العداء ، وكانوا يرمونه بالعجرفة والكبرياء . وبما انه كان واثقا من غزارة علمه لم يكن متحفظا بكلامه . ولكنه لم يمكث في هذه الابرشية غير سنة واحدة ، حتى وافاه الاجل ، وظن البعض انه مات مسموما
وفي سنة 1253 م ارسل مار غريغوريوس ابن العبري ، وهو اسقف لأقبين يومئذ ، من قبل البطريرك مار ديونيسيوس الى طور عبدين يرافقه الراهب جبرائيل ابن شقيق البطريرك . وكان قد دعي من قبل توما مطران حاح فاكرم الحكام المحليون وفادته ، وزار الديورة والقرى ، وجمع مبلغا محترما من المال ، وقدم هدية للحاكم فنال منه براءة كرز بموجبها البطريرك مار ديونيسيوس في طور عبدين . ثم عاد ورفيقه الى دير مار برصوم
حديث من تاريخ الربان يشوع رئيس دير زوقنين
الذي كان منسوبا الى مار ديونيسيوس التلمحري
بعد القديس مار اياونيس بطريرك انطاكية ، جلس راهب اسمه اسحق من دير قرتمين ، وبما انه كان يشتغل في كيمياء الفضة والذهب ، نشأت بينه وبين عبد الله امير الجزيرة صداقة متينة ، ولما صار الامير عبد الله ملكا رأى ان يكافىء صديقه الراهب فأمر بنصبه بطريركا لانطاكية خلفا لمار اياونيس . ولكن لا خير في الرتب التي تنال جزافا . وهكذا عندما بالغ الملك في رفع صديقه الى الذروة العليا كأنه اعد له مشنقة يهوذا . فانه لم يقبل, ولم تطل رئاسته, فان الذي رفعه, هو الذي حطه ثم اهلكه, حتى ان الناس لم يعرفوا ما اصاب جثمانه ، ولم يستحق ان يدفن من الناس وخلفه اثناسيوس الصندلي ، اسقف ميافرقاط؛ وهذا ايضا لم تطل ايام رئاسته فانه هلك بسرعة ومات . وللبعض آراء اخرى فيه . واما نحن فلا نجرأ على اكتناه الخفايا . وفي السينودوس الذي التأم لانتخاب البطريرك مار كيوركي في مدينة منبج نهض الاساقفة وبايعوه بالاجماع ، وفي مقدمتهم يوحنا مطران الرقة . . . . وقورياقس مطران طور عبدين . . وديونيسيوس مطران حران
في سنة 1080 ترك زكريا اسقف الرها ابرشيته ، فخلفه فيها ايليا من دير قرتمين الرجل المشاكس العنيد ، البعيد عن الله في كل افكاره ، الذي لم يكن يستحق الاسقفية . الا يكون الرهاويون على شاكلته . غير انهم لم يقبلوه ايضا ، ولم يطيعوه . وقد نسبوا اليه امورا نتحاشى ذكرها . وهكذا بقيت الرها بدون اسقف
في الوباء الذي تفشى سنة 773 مات من دير قرتمين خمسة وتسعون شخصا ، وجلهم من الافاضل ، كما مات في دير الصليب الرؤساء
الاحاديث التي نقلناها من سفر الحياة عن دير قرتمين
في سنة 1411 يونانية (1100 م) نهب دير قرتمين المقدس للمرة الاولى . كما نهبت منطقة طور عبدين كلها من قبل الاتراك المعتدين وخربوا الدير والقرى المحيطة به . واستمر قطاع الطرق هؤلاء اربعة عشر يوما يعيثون في المنطقة نهبا وسلبا وتقتيلا . وانضم الى اعمالهم الاجرامية هذه بعض السوقة والمتمردين ، حتى غادروه (الدير) ، قاعا صفصفا وكانت اقامة هؤلاء المجرمين مع خيلهم في الدير نفسه . فجرد الدير من الكتب الكنسية والآنية المقدسة الفضية والذهبية والنحاسية ، كما جرد من جميع الاثاث البيتية والثياب الابوية والكهنونية ، بصورة محزنة جدا ، حتى ان هذا الكتاب (سفر الحياة الخاص بالدير) وقع بين ايديهم ، فمزقوه وقطعوا منه اوراقا كثيرة في اماكن مختلفة ، ووصلت بعض اوراقه المبعثرة الى مدينة نصيبين . فاهتممنا وجمعنا ما تيسر منها ، ولحسن الحظ تمكنا من جمع شتات تلك الاوراق كاملة تقريبا ،وبذلنا في هذا السبيل اتعابا كثيرة . وعند تنظيم اوراق الكتاب ظهر انه فقدت منه ورقة واحدة فقط تحوي اسماء بعض الآباء والمؤمنين . ثم عدنا فجددنا الكتاب وجلدناه تجليدا قويا ، واضفنا اليه ما فقد (وهو وان لم يصبح كما كان سابقا الا انه بحالة تناسب زماننا المظلم المليء بالضيقات) . وقد تجرد الدير من الكتّاب والقرّاء وبار من الذين يقيمون الخدم الكنسية ، واقفر من القسس والشمامسة . وفي هذه المحنة توفي وكيل الدير ، وفيها اجلي بنو طور عبدين الى ما وراء حصن الصور .
وبات الناس في كل مكان يتكوون بنار الضيقات والمصائب والمحن ، وارتفع ثمن كور الحنطة الى خمسين دينارا ، وربما اكثر ، وهكذا الشعير والدخن ، وستة علب من البلوط بمئة دينار ، وكأن الصيف لم يكن ، اذ حجب الله بركته حتى بلغ مكول البذار ثلاثين او اربعين قرشا ، وكيل واحد من الدبس بدينار في انحاء طور عبدين . وهكذا استجار الناس في حصن هيثم ، وفي هذا الحصن جددنا الكتاب “كتب بيد باسيليوس الخاطىء اسقف الدير وباسيليوس هذا هو الاسقف شملي المانعمي”
كتب الدير
في سنة 1331 يونانية (1020 م) دخل اسقف الدير الى خزانة الكتب وهي بادارة الراهب القسيس الفاضل مار شليمون السبريني الكاتب . فوجد ان الكتب والآنية المقدسة ، والطقوس الكنسية كاملة وسالمة في اماكنها ، وفرض الاسقف والرهبان ورؤساء الاديار حروما هائلة على كل من تسول نفسه اتلاف شيء من خزانة هذا الدير
وفي سنة 1480 يونانية (1169) م) جدد هذا الكتاب ورتبه (احدى المخطوطات في خزانة الدير) مع كتب اخرى تبلغ سبعة عشر مجلدا من العهد الجديد من خط الربان عمنوئيل رئيس الكتاب والربان كبرييل السبريني ابن اخي مار يوحنا اسقف الدير والربان موسى الراهب الكفرسلطي
وقال الربان كبرييل: في هذا الزمان المظلم حيث خلا الدير من القراء والكتاب ، واتلفت فيه جميع الكتب النفيسة الجليلة التي كانت تزين خزانته ، ولم نجد منها غير النزر اليسير ، وهذا ايضا قد تشوش وتبعثر . فثارت فينا الحمية لتجديدها بحسب الامكان ، والرب يعلم ما بذلنا من التعب والاجهاد ، وما تجشمنا من الصبر والتعب في سبيلها دون ان يساعدنا احد . ومع ذلك فقد جددناها جميعا ونظمناها وشددناها الامر الذي لم يبلغ بها ما كانت عليه من الاتقان والجمال وقد تلف معظمها
محن اخرى تطرأ على دير قرتمين
في سنة 1607 يونانية (1296 م) هاجم التتر دير مار كبرييل في عهد قازان بن ارغون ملك الفرس ، ودكوا القلالي (صوامع الرهبان) وحطموا الابواب ، ونهبوا من الكنيسة السلسلة النفيسة التي على المذبح والتي لم يكن لها مثيل في العالم . كما كسروا الشبابيك الثلاثة الجنوبية ، وشبابيك المذبح . وهرب الرهبان الى منطقة ماردين . وعلى اثر المحنة ، سد الرهبان باب الدير بالحجارة والكلس . وكان الدير خاليا من السكان اربعة اشهر . واغار المهاجمون على كنيسة والدة الإله ، وهموا لتخريب الترونس (المائدة المقدسة) فخرجت عليهم لبؤة ومزقت ثيابهم ، فهربوا مرتعبين مما شاهدوا
وبعد ذلك جاء اسقف الدير مار اغناطيوس والرهبان ، وفتحوا الباب وسكنوا الدير . وفي سنة 1605 يونانية (1394 م) زحف تمورخان (تيمورلنك) وسحق بلاد الشرق كلها . فدوخ الموصل وماردين ، وحصن كيفا ، وآمد . فعصته فقط قلعة هيثم ولم يستطع اذلالها . فحاصرها بالمتاريس ، الا انه جلا عنها مرغما . ووصل الى دير قرتمين فخربه ايضا . وفي اسفل الوادي المجاور للدير كانت مغارة تسمى مغارة ابن سيقي ، واليها لجأ اكثر من خمسمائة نفس ، بينهم مطران الدير واربعون راهبا ، واربعة قسس . فالقى اللصوص جنود تيمور نارا على المغارة فاختنق الجميع بالدخان واحترقوا . وهذا اسماء بعضهم
مطران الدير مار يوحنا توما السبريني ، اليشع وبرصوم الراهبان الباتيان ، يعقوب وابراهام الراهبان الفانيان ، اهرون الراهب الكفردبي ، موسى الاشتراكي (من قرية اشتراك) الراهب الناسك ، كيوركيس الراهب الكفر شمعي ، يوسف الراهب القسيس ، جبرائيل وادي ، يشوع ويشوع وقوما وشموئيل ويوحنا واهرون ، وبرحذبشابا وداود وعزيز وبنيامين الرهبان السبرينيون ، وكان بنيامين عالما فاضلا ومرتلا ممتازا ، ومنصور الراهب القورحي ، وتوما الراهب الزركلي ، وبرصوم الراهب الحدلي ، وشمعون الراهب القسيس المذياتي ، ويشوع وجبرائيل الراهبان العرناسيان ، ودانيال الراهب الكفرزي ، ومار يهب القسيس الزازي ، ولعازر الراهب القسيس الحاحي ، وبرصوم القسيس الراهب المزحي ، ويعقوب ولعازر وشمعون ، وشليمون وحننيا القسس ، والمقدسي يعقوب واولاده ، القس يعقوب ، وشمعون ، وسرجيس من قرية حزنة، وصليبا الراهب القسيس من دير مار متى، وتيودوروس المتوحد
سنة 1510 يونانية (1199 م) توفي في الدير نتيجة لمرض عضال خمسة وثلاثون راهبا . وهذه اسماؤهم
الراهب يعقوب ، كبرييل سويد ، وهو ساعور الدير . ملكي السبريني . شمعون . يشوع . شمعون . يشوع . برصوم . دانيال . برحذبشابا . كيوركيس . زبدي . . . . ق . . لوقا . صليبا . جبرائيل . يوحنا . كبرييل . يشوع . منصور . شليمون بن يشوع . ميخا . قرياقس . بنيامين . حسين . لوقا . قوما . ادي . كبرييل . حبيب . دنحا . ابراهام . موسى السبريني . يوسف . مرزوق الراهب . حزقيا الحاحي العلماني .
سنة 1813 يونانية (1502 م) اتفق ابناء باسبرين ،ا القسس والوجهاء والمؤمنون ، وذهبوا جميعا في مطلع حزيران الى دير مار كبرييل ، ومعهم نساؤهم واولادهم ، واخذوا بترميم الدير ، فباشروا اولا فرمموا بالقرميد هيكل مار كبرييل الكبير الواسع الكائن في وسط الدير ، لان مياه الامطار في الشتاء كانت تنخر البناء . وفي مدة اسبوع واحد ، رمموا بالقرميد الواجهتين الشرقية والغربية . وانتهى العمل بمعونة الله . فسر جدا مطران الدير مار اسطيفان ، والرهبان ، لان ذلك العمل يكلف الدير نفقات باهظة لا يستطيع تحملها . وكان هؤلاء المؤمنون الغيارى قد جلبوا طعامهم من بيوتهم فقبل الله منهم هذا العمل المبرور ، ورفع عنهم الوباء
وفي السنة نفسها بذل الهمة ، المطران اسطيفان وقسس باسبرينا ووجهاؤها عزيز ويشوع وكبرييل وحنوخ وحنو ، وقوما ، ومعهم جميع المؤمنين كبارا وصغارا ، فأعادوا بناء كنيسة مار قرياقس في شرقي القرية ، وكانت خربة . وشيدوا فيها هيكلا جليلا باسم الشهيدين سرجيس وباكوس .