الفصل السابع عشر
ابتدأت اسقفية طور عبدين سنة 615 وحتى سنة 9 كان كرسي واحد فقط لجميع المنطقة مقره في دير قرتمين الشهير.
وسنة 9 نشأ كرسيان اسقفيان ، احدهما مقره في دير قرتمين ذاته ، والثاني في مذيات وحاح . وفي اواخر القرن الثالث عشر ومطلع الرابع عشر نشأ كرسي ثالث .
وعند ابتداء الشقاق سنة 1364 م نشأت خمس ابرشيات ، اذ اتفقت معها ابرشية حزة (بشيرية) المجاورة لطور عبدين . وسنة 1495 اضاف مسعود الثاني المفريانية اسما فقط . وهنا اخذ عدد الكراسي الاسقفية يتزايد شيئا فشيئا بسبب الشقاق وتبعا للنزوات البشرية والطمع والحقد وما الى ذلك ، حتى ادى الامر ان تتألف الاسقفية من قـرية واحدة او دير واحد .
واحداث الزمان غيرت كثيرا من الوضع الطبيعي لطور عبدين فاخنى عليه الفقر والضعف والاضطراب المتواصل ، فانحط الى حظيظ الهزال .
في سنة 1923 رسم له الطريرك الياس الثالث مطرانا واحدا باسم “مطران طور عبدين” رجوعا الى العصور الاولى ، ومقره في مذيات ، وهو مار طيمثاوس توما العرناسي الاصل ، والارزاوغلي المولد ، والذي تأدب وتتلمذ في دير مار حننيا ، ونشأ على التقوى ودبر ابرشيته بحكمة رغما عن الضيقات الكثيرة التي تكبدها والمرائر التي تجشمها في زمانه العصيب حتى ذهب الى ربه مكللا حياته بالتقوى والصيت العطر في مدينة طرابلس بلبنان ، وقد ذهب اليها مستشفيا . وجيء بجثمانه الى حمص فاحتفلنا بدفنه شخصيا ، في كنيسة العذراء ام الزنار بحمص في كانون الثاني سنة 1946 .
وفي سنة 1952 في اواخر اذار رسمنا لهذه الابرشية اسقفا هو مار اياونيس افرام بن القس نوري الباتي ، كاهن كنيسة باتي . وهو شيخ فاضل صالح تقي.