مار شمعون الزيتوني

Posted by on Aug 17, 2012 in Library, تاريخ طور عابدين البطريرك مار اغناطيوس أفرام برصوم | Comments Off on مار شمعون الزيتوني

الفصل العشرون

 

كتب الراهب ايوب المانعمي في القرن العاشر باسهاب ،  قصة مار شمعون الزيتوني المتوفي سنة 734 م . ووجدنا فيها أخبارا لا يوثق بها ، حسبما يظهر للمطالع المتبصر . اما خبره الحقيقي فهو كما يلي:

ولد شمعون سنة 657 في قرية حبسناس-  وابوه الوجيه منذر . ولما ترعرع تعلم القراءة والكتابة والنظر في بعض الكتب المقدسة آخذا عن معلم في كنيسة قريته . وذهب به ابوه الى دير قرتمين وهو ابن عشر-  ليتابع دراسته وهو يومئذ شماس ، وكان ذلك حوالي سنة 667  ، ولما اكمل دراسته وتدرج في صفوف ثلاثة ، عين رئيسا للمرتلين ، واتشح بالاسكيم الرهباني ، وقطع اشواطا بعيدة في اعمال الفضيلة . ثم تنسك على عمود صبيّا في القسم السفلي من دير قرتمين الواقع في الوادي ، ويقال ان داود ابن اخته وجد كنزا من الفضة والذهب ، وكان يعطي خاله ما مكنه من شراء المزارع والقرى والجنان والعمارت لدير قرتمين ، وقد جدده بعده ان احرقه الفرس . واشترى مزرعة لدير العمود الذي كان حبيسا فيه (الملحق بدير قرتمين ) كما اشترى اراضي زراعية وعيونا ومياه وغرس على مجاريها اثنتي عشرة الف غرسة من الزيتون ، ومنها كانت تنار المصابيح في جميع كنائس طور عبدين وديورته ، ومن هنا اخذ اسمه فدعي بمار شمعون الزيتوني.

وبنى محبسة عمودية عالية لينسك فوقها الرهبان الحبساء ، في دير جليل خارج الباب الشرقي من مدينة نصيبين ، والى الجهة الجنوبية منه شيد فندقا عظيما لنزول المطران . واشترى للدير خمسة حجارة للرحى ، وثلاثة بساتين كبيرة ، واراضي زراعية لدير القديسة فبرونيا الشهيدة ، وبنى فيه كنيسة جليلة باسم والدة الاله ، وكنيسة اخرى عظيمة وجليلة باسم مار تيودورس الشهيد داخل الباب الشرقي لمدينة نصيبين ، وديرا باسم مار ديمط . واشترى لهذه الاديرة والكنائس حوانيت وبيوتا وعمارات لتمويلها ، وبنى حمامات جميلة وحبسها وقفا على دير مار اليشع الذي بناه . وكتب حجة التوقيف لهذه الاوقاف وذكر فيها ان يعود الى دير قرتمين كل ما يفيض عن حاجة تلك الديورة والكنائس .

وفي سنة 700 انتخب ورسم مطرانا لحران بوضع يد البطريرك مار يوليان الثالث ، وسار بتلك الابرشية سيرة رسولية خمسا وثلاثين سنة . وجدد كنيسة حبسناس وبنى فيها دير مار لعازر ، وانشأ مدرسة في هذه القرية . وفي مطلع حزيران سنة 734 سار الى ربه وهو ابن ثمانين ، ودفن في دير قرتمين ، وفي هذا النهار كان يحتفل بعيده . وكثيرون من المرضى شفوا بلمس ضريحه . وتلمذ كثيرين من المانويين والوثنيين واليهود .

في سنة 726 حضر مجمع منازجرد حيث عقد اتحاد بين الارمن والسريان حسبما روى مار ميخائيل الكبير ، في المجلد 2 من تاريخه ص 459  . والف كتبا ضد الملكيين بعبارة بليغة مؤيدا آراءه بالنصوص الكتابية والعلمية ، من جملة ذلك مقال ضد قسطنطين الملكي اسقف حران كما روى البطريرك مار ايليا الاول (انظر اللؤلؤ المنثور ص 314  . ولندن رقم 17197 ) .