الويلات السبع – يسوع يعنف الكتبة والفريسيين – يسوع ينذر أورشليم
الويلات السبع
عدد 1 : حينئذٍ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه
اي في الوقت الذي أبكم فيه المعترضين حتى لا يجرأوا ثانية ويجربوه .
عدد 2 : قائلاً : “ على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون ،
كان موسى شارعاً وقاضياً للاسرائيليين ( خر 18: 13 ) فالذين خلفوه معلموا الناموس ومفسروه فحسبوا انهم جلوس على كرسيه . وكثيراً ما كان المسيح يحادث ويجتهد ان يقنعهم بانهم ضالون واثمة ولم يستفيدوا شيئاً من تعليمه ولا من مشاهدتهم لآياته فأخذ يحذر تلاميذه والجموع منهم .
عدد 3 : فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ، ولكن حسب اعمالهم لا تعلموا لانهم يقولون ولا يفعلون .
مهما قالوا لكم أي ما هو وفق شريعة موسى وهي الوصايا العشر التي تهدي الناس الى السيرة الصالحة وحذرهم سابقاً من اتباع تقاليدهم ( ص 15 : 1- 6 ) كفرق الاطعمة والذبائح وحفظ السبت . وبقوله هذا اوضح انه ليس مخالفاً للناموس الذي جاء به موسى . وبقوله ( مثل اعمالهم لا تعلمون ) أعلن انهم معلمون مفسدون اشرار ولو انه لطخ فيهم كرامة موسى امام الجموع حتى لا يقوموا ضدهم ويرذلوهم بتاتاً . يقولون ولا يفعلون هذه علامة الكسل فانهم يقولون لآخرين ان يحفظوا الناموس وهم لا يحفظونه ولا يعملون به .
عدد 4 : فإنهم يحزمون احمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس ، وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم ،
أمر الفريسيون الشعب بحفظ الشريعة الموسوية وتقاليدهم الوخمة بكل اعتناء فكان ذلك نيراً ثقيلاً كما شهد بطرس الرسول اع 15 : 10 . واما هم فابوا ان يشاركوا الشعب بممارسة شيء من ذلك ولو كان زهيداً جداً كحركة الاصبع . ولم يقل انهم لم يقدروا ولكن لم يريدوا وهذا منتهى النفاق منهم .
عدد 5 : وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس : فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهدابه ثيابهم ،
يصنعون كل اعمالهم . اي الدينية ليمدحهم الناس بالتقوى غير مكترثين برضى الله الذي هو المقصد الوحيد من كل امور الدين ( ص 6: 5 ) . ( فيعرضون عصائبهم ) قال الله لشعبه بفم موسى في شان الناموس ( فيكون علامة على يدك وعصاية بين عينيك ( خر 13 : 16 ) وقال في كلماته ( اربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك تث 6:8 و11: 18 وام 3 :1 و3 و 6: 21 ) فاتخذ اليهود هذا المجاز حقيقة واخذوا يكتبون وصايا الله العشرة على رق وقال آخرون على قطع ذهب ويعلقونها في أعناقهم وقال آخرون انهم يعلقونها في اكتافهم . واما الفريسيون فكانوا يلبسونها دائماً في كل مكان حتى في الاسواق ويعرضونها اكثر من غيرهم للتظاهر بزيادة التقوى والغيرة في الناموس وما كانوا يسجدون على جبينهم اكراماً لتلك المتابة . ( ويعظمون أهدابهم ) أمر الله اليهود ان يحملوا على هدب الزيل عصابة اسمانجونية ( عدد 15 : 37 – 41 وتث 22 : 12 ) وقال البعض انهم كانوا يخيطون اطراف الثياب بخيوط حريرية وعلى صدورهم من فوق ليتذكروا وصايا الله عندما ينظرون اليها كالخيط الذي يعقد على الاصبع لتذكر الحاجة . اما الفريسيون فكبروا اهداب ثيابهم أكثر من غيرهم دلالة على زيادة اجتهادهم في حفظ دقائق الشريعة ولم يلمهم المسيح على تعليق العصابة لكن لانهم كانوا يعرضونها ويطولونها لاكتساب المجد الباطل .
عدد 6 : ويحبون المتكأ الاول في الولائم ، والمجالس الاولى في المجامع ،
ان رغبة الاتكاء في الاول وان كانت صغيرة لكنها مملوءة من المجد الباطل فان كان من يحب
اول المتكات الخ يلام فكم أحرى بالملامة من يعمل ذلك .
عدد 7 : والتحيات في الاسواق ، وان يدعوهم الناس : سيدي سيدي !
عدد 8 : وأما انتم فلا تدعوا سيدي ، لان معلمكم واحد المسيح ، وانتم جميعاً اخوة .
عنى بالمعلم نفسه وقال انتم جميعاً اخوة وليس لاحد ميزة على اخيه كقول بولس الرسول من هو الصفا ومن هو افولو الا اننا خادمون وقوله لا تدعوا معلمين وآباء ومدبرين لا يمنع ان يكون في الكنيسة معلمون وآباء ومدبرون لكنه يمنعهم من التفاخر والكبرياء وأراد ان يكونوا محبين وان لا يكون بعضهم رؤساء لبعض .
عدد 9 : ولا تدعوا لكم اباً على الارض ، لان اباكم واحد الذي في السموات .
لم ينههم عن التسمية لكن يعلمهم بان يعرفوا خاصة الآب الساكن في السماء الذي هو علة
جميع الآباء والمعلمين .
عدد 10 : ولا تدعوا معلمين ، لان معلمكم واحد المسيح .
قوله معلمكم واحد لا يمنع الاب من ان يكون معلماً كما ان قوله معلمكم واحد لا يخرج الاب من ان يكون معلماً . اما قوله واحد هو وهو اشبه هذه الاقوال التي قيلت في الكتب يراد بها التمييز بين الله وخليقته ولا التفريق بين الآب والابن كما يزعم الاريانيون .
عدد 11 : وأكبركم يكون خادماً لكم .
عدد 12 : فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع .
أراد المسيح ان يعلم تابعيه في هذا القول التواضع والوداعة اللذان يرفعان الناس الى المراتب الشريفة .
يسوع يعنف الكتبة والفريسيين
عدد 13 : لكن الويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون ! لانكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس ، فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون .
يعطيهم المسيح الويل معنفاً وزاجراً وفي الوقت نفسه يحذر السامعين من التشبه بهم . والخطيئة الاولى التي وبخهم المسيح عليها هي محاربتهم للملكوت الجديد اي مقاومتهم الانجيل وصدهم الناس عن معرفة طريق الخلاص بما يسنونه لهم من النواميس الصعبة التي ما كانوا هم يعملونها اصالة لانهم لو آمنوا به لدخلوا الملكوت وتبعهم بالإيمان الجموع المتعلقة بهم .
عدد 14 : ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تاكلون بيوت الارامل . ولعلة تطيلون صلواتكم . لذلك تأخذون دينونة اعظم .
الخطيئة الثانية التي وبخ المسيح الكتبة والفريسيين عليها هي الطمع فانه حملهم على خطيئتين ظلم الناس واتخاذ الدين وسيلة الى حشد الاموال واقتصر المسيح على أكلهم بيوت الارامل لان ظلمهم اياهن افظع من ظلم غيرهن لانهن موضوع شفقة الله والانسان . ولا جدال ان من يصنع الشرور يستحق العذاب فكم بالاحرى من يتخذ التقوى وطولة الصلاة سبباً الى سلب اموال الناس وستراً للاثم .
عدد 15 : ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون ! لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ، ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً .
الدخيل هو الوثني الذي يتهود بقبوله الختان والمعمودية وسائر الطقوس فالمسيح لا يوبخ على الاجتهاد الذي غايته نوال المدح من الناس . ولا يتوقع ان يكون تبعة الشرير والمرائي الامثل معلمه بل وأشر منه لانه يقتفى اثاره .
عدد 16 : ويل لكم ايها القادة العميان ! القائلون : من حلف بالهيكل فليس بشيء ، ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم .
عدد 17 : ايها الجهّال والعميان ! ايهما اعظم : الذهب ام الهيكل الذي يقدس الذهب ؟
كان الكتبة والفريسيون بمنزلة القادة للشعب باعتبار كونهم معلميهم الروحيين وكانوا كالعميان لانهم جهلوا طريق الحق وجروا غيرهم الى طريق الباطل فكانوا صالين ومضلين .
عدد 18 : ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ، ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم .
عدد 19 : ايها الجهال والعميان ! ايهما اعظم : القربان ام المذبح الذي يقدس القربان ؟
عدد 20 : فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه !
عدد 21 : ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه ،
عدد 22 : ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه .
اي كيف لا تعلمون ان المذبح أعظم وهو الذي يقدس القربان الذي يوضع عليه . فيسمي هنا قربان اواني الخدمة التي تساغ من ذهب وفضة وبوضعها على المذبح تتقدس وهذا حسب الشريعة الموسوية . اما الشريعة الجديدة فهي شيء آخر . فانه متى ما يكمل القداس ويصير الخبز والخمر جسد المسيح ودمه حقاً فانه أعظم من المذبح الذي هو عبارة عن قبر المسيح .
عدد 23 : ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون! لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون ، وتركتم أثقل الناموس : الحق والرحمة والإيمان . كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك .
أمر الله ان يؤدوا عشر دخلهم نفقة على اللاويين ( لا 27: 30 ) وعشراً آخر منه لخدمة الهيكل ( تث 14 : 22و 24 ) . وعشراً آخر على الفقراء كل سنة ثالثة ( تث 14 : 18 : و19 ) . واختلف اليهود في وجوب تادية عشر هذه البقول اي النعنع والشبث والكمون فحكم الكتبة والفريسيون بوجوب تلك التادية وغفلوا عن هذه الفضائل الثلاث اي العدل والرحمة والإيمان التي تشتمل على اعظم واجباتنا للناس ولله لانهم كانو ظالمين منتقمين محبين الذات خادعين مرائين . ولم يلمهم المسيح على حكمهم بتعشير النعنع الخ بل لامهم على انهم
لم يأتوا مثل ذلك الدقيق في امور اولى منها والزم .
عدد 24 : أيها القادة العميان ! الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل .
أي انكم تصفون الماء والخمر قبل الشرب لئلا يكون فيها بعوضة التي تحسبونها نجسة وتتهاونون بخلاص نفسكم . واراد المسيح بما ذكر ان يظهر غلط من يتجنب الصغائر ويرتكب الكبائر مطمئناً . مثال ذلك في سيرة الفريسيين بذل الدراهم ليهوذا الاسخريوطي ليسلم المسيح ورفضهم ضمها الى خزانة الهيكل عند رده اياها لهم . ولومهم التلاميذ على اكلهم الخبز بايد غير مغسولة وابطالهم الوصية الخامسة من وصايا الله العشر بتعليمهم الكاذب في شان القربان .
عدد 25 : ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون ! لانكم تنقون خارج الكأس والصحفة ، وهما من داخل مملوآن اختطافاً ودعارة .
أراد بخارج الكأس الجسد . الصحفة اي الصينية . واراد بداخلهما النفس . كأنه يقول تهتمون بنظافة الجسد وتهملون تطهير انفسكم المملوءة اثماً وخطفاً .
عدد 26 : أيها الفريسي الاعمى ! نق أولاً داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضاً نقياً .
ان اول واجبات الانسان ان ينقي قلبه من الشر ( ار 47 : 14 ) وهذا وفق قول الحكيم ( فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة ام 4: 23 ) .
عدد 27 : ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراءون ! لانكم تشبهون قبوراً مبيضة التي تظهر من خارج جميلة ، وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة .
اي انكم ترون من الخارج ابرار ومن داخل مملوءين نفاق ومجد باطل ورياء .
عدد 28 : هكذا انتم ايضاً : من خارج تظهرون للناس أبراراً ، ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثماً .
عدد 29 : ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون ! لانكم تبنون قبور الانبياء وتزينون مدافن الصديقيين ،
عدد 30 : وتقولون : لو كنا في ايام آبائنا لما شاركناهم في دم الانبياء .
لم يلمهم المسيح للومهم أبائهم ولاجل بنائهم قبور الانبياء لكن لانهم شاركوا اباءهم في قتل رجال الله فانهم اظهروا بالفعل والكلام غيظهم على آبائهم وكرههم لاعمالهم لكنهم سلكوا سلوك آبائهم باضطهادهم الاتقياء وقصدهم قتل المسيح . ولم يكونوا يبنون قبور الانبياء اكراماً لهم لكن لئلا يزول ذكر مآثم آبائهم اذا خرجت وطال العهد عليها .
عدد 31 : فانتم تشهدون على انفسكم انكم أبناء قتلة الانبياء .
أي لانكم تذمون الخطايا وترتكبونها وتلومون القتلة وتتمثلون بهم تشهدون على انفسكم بانكم تعرفون الحق وانتم تجدون في سبيل الشر . ثم لا لوم على ابن الاب الشرير اذا لم يسلك مسلك ابيه وقد لامهم المسيح لانهم اقتفوا آثار آبائهم بالشر .
عدد 32 : فاملأوا انتم مكيال آبائكم .
ان الامة اليهودية أخذت منذ ايام آبائها ترتكب اثماً فوق اثم وتذخر لنفسها غضب الله فكانت لا تحتاج ان تزيد على ما سلف من اثامها سوى قتل ابن الله لكي يملأ مكيال شرهم ويأتي وقت نزعهم من مكانهم وزمن عقابهم .
عدد 33 : ايها الحيات اولاد الافاعي ! كيف تهربون من دينونة جهنم ؟
شبههم بالحيات لانهم مثلها في الخداع والاذى . وكانه يقول كما ان الحيات تشبه الافاعي بالسم القاتل كذلك انتم تبهون آباءكم في القتل فاولئك قتلوا الانبياء وانتم تقتلون رب الانبياء فلذلك لا نجاة لكم من عذاب جهنم .
عدد 34 : لذلك ها أنا أرسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة ، فمنهم من تقتلون وتصلبون ، ومنهم من تجلدون في مجامعكم ، وتطردون من مدينة الى مدينة ،
أنبياء مثل أغايوس الذي تنبأ عن بولس ( اع 21: 10 ) وغيره والحكماء هم الذين ذكرهم بولس قائلاً انه يعطى كلام الحكمة واما الكتبة فهم الذين قبلوا النعمة وفسروا الكتب ويسميهم بولس معلمين والرسل هم الذين كانوا فذ ذلك الزمان . ولئلا يقول الكتبة والفريسيون اننا وان صلبنا الابن لكننا لم نقتل الانبياء لذلك يسميهم كذبة لانهم جلدوا وقتلوا الانبياء والحكماء الذين عاشوا في زمانهم .
عدد 35 : لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض ، من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح .
وقد يعترض البعض قائلين لماذا يأتي على هؤلاء دم الذين قتلهم غيرهم ؟ والجواب على ذلك ان الله قد عاقب الاسرائيليين على آثامهم في وقت ارتكابهم اياها بعض العقاب ( اش 9: 12 – 17 ) . وأبقى ايقاع بعضه على أولادهم التابعين خطواتهم الاثيمة وفقاً لقوله تعالى ( افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي خر 20 : 5 ) نعم ان الله لا يحسب اثم الآباء على الابناء اذا كانوا ابرياء ( الابن لا يحمل من اثم الاب … بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون حز 18: 2 ) وذلك بشرط ان لا يرتكب الابن خطية أبيه ولا يعتذر عنه بها والا كان شريكاً له فيها وفي عقابها ولان هؤلاء سفكوا دم المسيح ورسله لذلك اشتركوا في اثم كل قاتل منذ خلق الانسان وفي عقاب اولئك الاثمة ومن ذلك خراب هيكلهم ومدينتهم وقتل بعضهم وسبي الباقين . وقال قوم ان زكريا هذا هو احد الاثني عشر نبياً . وقال غيرهم انه زكريا الذي ذكر في سفر الايام الثاني ( 2 اي 34 : 20 – 22 ) وان أباه كان يسمى باسمين بركيا ويهوياداع فان اليهود قتلوه في دار بيت الرب ، وقال عند موته ( الرب ينظر ويطالب ) اما القديس ساويرس فيقول انه كان ابا يوحنا المعمدان . وقد وجد جسم زكريا في زمن تاوديسيزس الكبير محفوظاً كأنه دفن جديداً وبنوا له هيكلاً في مدينة يقال لها الوثروفوليس .
عدد 36 : الحق أقول لكم : ان هذا كله يأتي على هذا الجيل !
اي لان هذا الجيل رأى كثيرين قد أخطوا وقبلوا جزاءهم وهو لم يتعض لكنه اخطأ اكثر من اولئك لاجل ذلك يقبل عذاباً اكثر مما قبلوا اولئك وأراد بالجيل امة اليهود .
يسوع يرثي أورشليم
عدد 37 : ياأورشليم ، ياأورشليم ! يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها ، كم مرة أردت ان اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا !
تكرار الاسم هنا يدل على عطفه وحنانه عليها ورغبته في رجوعها وبمخاطبته المدينة يقصد اهلها . وقوله يا قاتلة ويا راجمة معناه ولئن فعلت كل هذا فاني لا ازال أحب رجوعك وتوبتك . وبقوله لم تريدوا يعلمهم ان خطاياهم قد ابعدتهم عنه . وقد ذكر حنو الدجاجة مثالاً لحنوه لان هذا الطائر شديد الحب نحو فراخه وكثيراً ما جاء ذكره في الكتاب المقدس دلالة على عناية الله وحميته ( تث 32 : 11 ومز 17 : 8 واش 31 : 5 ومل 4 : 2 ) . وقوله لم تريدوا ينفي قول البعض ان الانسان لا مخير بل مسير وانه لا يعمل الخير او الشر الا كآلة صماء .
عدد 38 هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً .
أي ان المسيح يتركهم بلا معونة ما داموا لا يريدون ان يقبلوه ويعذبهم لاجل نفاقهم .
عدد 39 لاني اقول لكم : انكم لا تروني من الآن حتى تقولوا : مبارك الاتي باسم الرب ! “ .
هذا وداع المسيح للهيكل وللامة اليهودية وختام كلامه لهاوما قاله بعد انما خاطب به رسله المختارين . ويشير بهذا الكلام الى يوم مجيئه الثاني . وقد قال حتى تقولوا . . . باسم الرب مبرهناً انه موافق لابيه وليس مضاداً للناموس . ثم لان الانبياء قد استعملوا هذه الآية ( مز 118 : 26 ) . فسوف يقول اليهود في مجيئه الثاني مبارك الآتي باسم الرب وان لم يستفيدوا منها شيئاً .