مدارس السريان
ومشاهير جهابذتهم في العصر الذهبي
فيليب الطرزي
تعدّ الامة الآرامية السريانية بين الأمم الراقية ذات التاريخ المجيد في العصور الغابرة. ذهب رهط من أهل البحث الى أن السريان هم الذين استنبطوا الكتابة . لأن بلاد الفينيقيين الذين علّموا الكتابة لليونان ليست الا بقعة صغيرة من بلاد السريان أشهر مدنها صور وصيدا وبيروت وجبيل. والفينيقيون كما هو ثابت كانوا أمة شامية أي سريانية . وكانت لغتهم اما سريانية محضة واما قريبة الى السريانية اكثر من سائر اللغات السامية.
انشئت المدارس عند السريان منذ دخولهم في النصرانية ، فانتشرت بينهم انتشاراً عجيباً غريباً جعلتهم في طليعة شعوب الشرق بالثقافة والبلاغة ، وناهيك بما انجبته تلك المدارس البعيدة الصيت من العلماء الأعلام والمؤلفين العظام الذين ذاعت شهرتهم شرقاً وغرباً . وقد أطنب في وصفهم وتعداد مآثرهم المؤرخون والكتّاب وعلماء المشرقيات.
اذا ضربنا صفحاً عن علماء السريان ذوي الصبغة الدينية فمن لم يسمع بيوحنا بن ماسويه ( 857 ) رئيس أعظم مدرسة في بغداد ازدحم الطلاب على أبوابها ، وهل من يجهل اسم يعقوب الكندي ( 861 ) فيلسوف العرب او اسم حنين بن اسحق ( 876 ) شيخ تراجمة الاسلام ورئيس الفلاسفة والاطباء أو اسم موفق الملك ابن التلميذ ( 1081 – 1146 ) الملقب بسلطان الحكماء … الخ . فلا غرو اذا اطلق المؤرخون والأدباء على الامة السريانية كما سلف القول لقب ” أميرة الثقافة ” و ” ام الحضارة ” .
بعد هذه المقدمة الوجيزة ، يطيب لي ان المح الى بعض المعاهد السريانية التي كانت مراكز للتعليم في القرون الخالية . وفيما يلي أورد للقارىء اسماءها وأسماء فريق من الجهابذة الذين تعلموا أو علموا فيها وهي:
مدرسة قطسفون أو المدائن
تعد هذه المدرسة في مقدمات المدارس السريانية الشهيرة. فيها نشأ ططيان الآشوري مؤلف كتاب ” الدياطسرون ” في القرن الثاني للميلاد.
مدرسة الرها
ازدهرت هذه المدرسة التي أنشأها ملوك الرها الأباجرة ازدهاراً رائعاً منذ القرن الثاني حتى القرن الخامس للميلاد . ونبغ فيها عدد وافـر من الأئمة المشاهير نذكر منهم : برديصان ( 154 – 202 ) والفيلسوف وافا والعلامة أسونا . وفي القرن الرابع تولى رئاسة تلك المدرسة مار أفرام الكبير ( 373 م ) نبي السريان . ثم رابولا أسقف الرها ( 435 م ) ثم خلفه يهيبا ( 457 م ) الخ…
مدرسة نصيبين
اشتهرت مدرسة نصيبين الكبرى في القرن الرابع وعاشت حتى القرن السابع. وفيها نبغ مار يعقوب الكبير ( 338 م ) وخلفاؤه في كرسي نصيبين . وفي هذه المدرسة علم نرساي الشهير ( 507 م ) وباباي الكبير ( 627 م ) وغيرهما من مشاهير الاساتذة .
مدارس انطاكية وجوارها
من مدارس السريان الزاهرة مدرسة انطاكية الكبرى ومدرسة دير مار بسوس الذي سكن فيه أيام عزه ستة الاف وثلاثمائة راهب . ثم مدرسة دير تلعدا الذي انشىء في القرن الرابع ومدرسة دير الجب الخارجي وغيرها . واشتهر في تلك المدارس اسحق الانطاكي الكبير ( 406 م ) والبطريـركان بولس الثالث ( 575 م ) وبطـرس الثالث ( 591 م ) ويعقوب الرهاوي ( 708 م ) وغيرهم.
مدرسة قنسرين
قامت مدرسة قنسرين في القرن السادس بسعي مؤسسها يوحنا بارافتونيا (538 م) وعرف من جهابذتها البطريرك اثناسيوس الاول ( 631 م ) وتوما الحرقلي الذي نقل عام 616م العهد الجديد عن اليونانية الى السريانية ، والفيلسوف الكبير سويرا سابوخت في القرن السابع . وقد امتاز سويرا هذا بعلومه ومصنفاته الفلسفية والفلكية . وعلى يده وصلت الارقام الهندية الى العرب.
مدرسة رأس العين
اشتهر أمر هذه المدرسة في العصر الذهبي ، وكان مركزها على ضفة نهر الخابور بين رأس العين والحسجة بالقرب من قرية المجدل . وتفرد رهبان ديرها المعروف بدير ” قرقفة ” بضبط حركات ألفاظ الكتاب المقدس وتجويد قراءته . وعرف من رأس العين سرجيس الراس عيني ( 536 م ) إمام عصره في الطب والمنطق والفلسفة . وهو أول النقلة من اليوناني الى السريانية . ومن اخباره ان البطريرك افرام الانطاكي ( 526 – 545 م ) وجهه في مسائل خطيرة الى روما والى قسطنطينية فنجحت مساعيه.
مدرسة قرتمين
تأسست هذه المدرسة في طور عبدين سنة 397 للميلاد . واشتهر رهبانها خصوصاً بصنع الرقوق وتهيئتها لنسخ الكتب . وتفننوا بتجويد الخطوط وتجديد الكتابة السطرنجيلية على يد رئيسهم المطران يوحنا عام 988 م.
ويروى أن عمنوئيل ابن أخي المطران المشار اليه نسخ على رق الغزال سبعين مجلداً من الكتاب المقدس طبقاً للترجمة البسيطة والسبعينية والحرقلية ووقفها لدير قرتمين وظل هذا الدير زاهراً حتى القرن الثاني عشر.
واشتهر من هذا الدير علماء وأحبـار عديدون نذكر منهم ثيودوسيوس البطـريرك ( 887 – 895 م ) الذي برع في الطب وألف فيه كتاباً عرف باسمه.
مدرسة دير برصوما بملطية
أنجبت هذه المدرسة الزاهرة علماء مشاهير قام منهم بطاركة وأساقفة ومؤلفون عديدون ، نذكر منهم يعقوب بن الصليبي مطران آمد ( 1171 م ) وثيودوروس بار وهبون ( 1193 م ) وميخائيل الكبير ( 1200 م ) والمفريان غريغوريوس ابن العبري ( 1286 م ) . وفي هذه المدرسة راجت اسواق العلم من القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر.
وحوت هذه المدرسة مكتبة عامرة حفلت بعدد وافر من المخطوطات السطرنجيلية والصكوك والفرمانات القديمة . وقد زينها البطريرك ميخائيل الكبير بكتب جمّة نسخها او نقّحها بيده . نذكر منها نسخة بديعة من الانجيل كتبها كلها بحروف ذهبية وفضية ودبجها بصور شتى ، ثم جعل ذلك المصحف الثمين ضمن صندوق فضي مذهب.
مدرسة دير البارد
موقع هذه المدرسة في أطراف ملطية وهنزيط .. تأسست في العام 969 للميلاد وظلت موطناً للتعليم والتأليف حتى السنة 1243 ، وقد اشتهر امر رؤسائها واساتذتها بانشائهم بعض صلوات وأناشيد تفردوا باستعمالها وادخلوها في الطقس السرياني ، تشهد لذلك مخطوطات عديدة حفظت الى هذا اليوم.
نكتفي بهذا النزر اليسير من المدارس السريانية في مختلف الاقطار. وقد أسس السريان في كل مدينة او قرية استوطنوها مدرسة او أكثر حتى بلغ عدد مدارسهم في بلاد ما بين النهرين وحدها زهاء خمسين مدرسة من أرقى المدارس وأوسعها . قال البحاثة السيد أحمد أمين: ” كان للسريان في ما بين النهرين نحو خمسين مدرسة تعلم فيها العلوم السريانية واليونانية… وكانت هذه المدارس يتبعها مكتبات … وكان في الاديار السريانية شيء كثير لا من الكتب المترجمة في الآداب النصرانية وحدها بل من الكتب المترجمة من مؤلفات أرسطو وجالينوس وابقراط ، لأن هؤلاء كانوا محور الدائرة العلمية في ذلك العصر. وكان السريان نقلة الثقافة اليونانية الى الامبراطورية الفارسية ثم الى الخلافة العباسية.
هكذا اتسع نطاق الثقافة عند السريان حتى أناف عدد مؤلفيهم في العصر الذهبي على اربعمائة كاتب او مؤلف اتصلت بنا اسماؤهم وبلغت تآليف بعضهم ثلاثين أو أربعين كتاباً . ولعل هناك كتبة كثيرين ضاعت أسماؤهم بضياع مؤلفاتهم بسبب الحروب والفتن والزلازل وما شاكلها من الفواجع والرزايا.
——————-
مخطوطة قديمة تخص القس بطرس سابا البرطلي وغيرها.
ضحى الاسلام لأحمد أمين جزء 2 صفحة 59 – 60 .
مقدمة تاريخ كلدو واثور تأليف المطران ادي شير صفحة 8.
راجع ما أثبته في هذا الشأن “اللؤلؤ المنثور” لمؤلفه العلامة البطريرك أفرام برصوم .
———————-
الفصل الرابع
مكانة بطريركية السريان وعدد ابرشياتها في العصر الذهبي
انتشر السريان انتشارا عجيبا غريبا لا في أقطار سوريا وما بين النهرين والعراق وبلاد فارس وملبار فحسب بل في الانحاء اللبنانية أيضا. فان بطريركيتهم الانطاكية كانت الى عهد الصليبيين أعظم وأهم من بطريركيات سائر الفرق النصرانية في الشرق دون جدال . وفاق عددهم يومئذ عدد سائر الملل النصرانية حتى في انطاكية عاصمة الكرسي البطريركي. فكان عدد اساقفة السريان في تلك الحقبة يربي على مائة وستين أسقفا يخضعون قاطبة لبطريركهم الانطاكي ولمفريان الشرق اللائذ به.
وكان لكل من اولئك الاساقفة ابرشية خاصة برعايته . لأن القوانين البيعية حرمت تنصيب اسقف دون ابرشية شرعية. يتضح ذلك كله جليا من فهارس الاساقفة الملحقة بتاريخ ميخائيل الكبير ومن التاريخ البيعي تأليف المفريان ابن العبري ومن ثقات المؤرخين في العصور الغابرة.
وبالجملة فان الكتبة المدققين سريانا وغير سريان اجمعوا على أن عدد السريان في القرنين العاشر والحادي عشر ناهز المليونين من النفوس . أما عدد الملكيين في تلك الحقبة فلم يتجاوز النصف مليون وكان عدد ابرشياتهم خمسين ابرشية. وذكر الاب هنري لامنس ان غليلم الصوري في “تاريخ الصليبيين” احصى الموارنة أربعين الفا. ذلك كله يثبت ما احرزته بطريركية السريان في العصور السالفة من المكانة والاعتبار بين الشعوب المجاورة لها.
——————–
معجم التاريخ والجغرافية الكنسي : للكردينال بودريار : مقال للمستشرق كرلفسكي (كيرلس شارون) : صفحة 613 .
تسريح الابصار : جزء 2 صفحة 55 .
——————-
الفصل الخامس
انتشار عقيدة السريان في شتى الشعوب والاقطار
علاوة على اتساع بطريركية السريان في مختلف الاصقاع فانهم احرزوا في القرون الوسطى مكانة علمية وشهرة عالمية لدى اقطاب الدين وارباب الدنيا. وبهذه الوسيلة عمت عقيدتهم بالطبيعة الواحدة شعوبا جمة غير شعبهم السرياني كالاقباط والاحباش والارمن والعرب ونصارى الملبار وغيرهم. وهذا ما حمل جمهور من الكتبة على أن يطلقوا على ذلك العصر “عصر السريان الذهبي”
السريان والاقباط
على أثر استقلال السريان استقلالاً بيعياً استحكمت عرى العلاقات بينهم وبين الاقباط مشايعيهم في معتقدهم بالطبيعة الواحدة . وبتوالي الايام ازدادت تلك العلاقات متانة حتى اننا نشاهد في سلسلة بطاركة الاقباط في الكرسي الاسكندري أسماء أربعة منهم كانوا من عنصر سرياني وهم : البطريرك دميانس الرهاوي في القرن السادس . والبطريرك سيمون الاول سنة 689 للميلاد . والبطريرك ابرام او افرام (976 – 979) . والبطريرك مرقس الثالث (1166 – 1189).
وقد نقل الاقباط عن السريان في نافورة قداسهم ميمر مار يعقوب السروجي و(رتبة كسر القربانة) تأليف ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي (1171 م) وما برحوا يذكرون في قداسهم اسماء بعض ايمة السريان كأفرام وسويرا البطريرك والانبا برصوما وماروثا . ويحتفلون لسويرا البطريرك بأربعة اعياد في السنة.
ومما يبرهن على نفوذ اللغة السريانية في طقس الاقباط استعمالهم كلمات سريانية في طقوسهم وليترجياتهم كقولهم “طوبانيتين” و “طوباني” و “نيح” و”لتأت ملكوتك” و “الاخذ” أي التناول و “ميمر” و “رشم” و “رشومات” و “عتيد” و”تنيحوا” و “حياصة” الخ.
———————
السريان في القطر المصري : للخوري اسحق أرملة : 7 : 23 .
تاريخ القبط : للشماس منسى : صفحة 390 – 393 .
مخطوطات المكتبة الاهلية بباريس : رقم 65 صفحة 32 .
السريان في القطر المصري : 7 : 24 .
الخولوجي القبطي : صفحة 137 و 736 .
الخولوجي القبطي : صفحة 232 و 373 .
مخطوطة دير الشرفة : رقم 2 / 4 صفحة 314 – 316 .
الخولوجي القبطي : صفحة 51 – 710 الخ .
———————-
وانتشر السريان بين الاقباط في انحاء القطر المصري انتشارا عظيما . فابتنوا في المدن والدساكر عشرات الكنائس نذكر منها:
كنيستين في الفسطاط . وكنيسة قريبة من السد. وكنيسة مار ماروثا بناحية شمسطا . وكنيستين في الخندق . وكنيسة في سنموطية . وكنيسة مار بهنام في مصر العتيقة وقد زرناها عام 1899 وهي اليوم بيد الاقباط الخ.
أما الاديار السريانية في القطر المصري فلم يكن عددها بأقل من عدد الكنائس . وقد حفظت لنا الآثار التاريخية اسماء ثمانية عشر ديرا من أديار السريان الوافرة العدد يرتقي عهد بعضها الى القرن السادس للميلاد . وكانت تلك الاديار حافلة بجماهير من الرهبان والزهاد والعلماء انقطع فريق منهم الى التأليف والنسخ. وانصرف الفريق الآخر الى انشاء مكتبات نفيسة اشهرها مكتبة دير والدة الله في وادي النطرون.
وكانت تلك المكتبة تحوي مخطوطات سريانية قديمة ثمينة يرتقى عهد بعضها الى القرن الخامس والسادس. بينها زهاء ثلاثمائة كتاب مخطوطة على رق غزال . وقد اشترى بعضها القس الياس السمعاني والعلامة يوسف سمعان السمعاني. ثم ابتاع ما تبقى منها المستر تاتام سنة 1842 ونقلها الى المتحف البريطاني في لندن كما سترى . ونشر علماء الانكليز فهارسها في ثلاثة مجلدات.
وقد ازدانت مكتبات الفاتيكان ولندن وباريس وبرلين وميلانو واكسفرد وكمبردج وغيرها بقسط وافر من تلك الكتب السريانية كما يستفاد من فهارس مخطوطاتها . هذا ما عدا مخطوطات نسخت في ذلك الدير وحفظت الى هذا العهد في مكتبات اخرى كمكتبة دير الشرفة بلبنان ودير مار مرقس بالقدس الشريف ومكتبة الكلدان بماردين الخ.
———————
المخطوطات السريانية في المتحف البريطاني : رقم 243 ورقم 631 .
المقريزي : مجلد 2 صفحة 511 .
المقريزي : مجلد 2 صفحة 517
المقريزي : مجلد 2 صفحة 511 .
تاريخ جرجس ابن العميد التكريتي السرياني : صفحة 299 – 300 .
المخطوطات السريانية في مكتبة برلين : عدد 259 صفحة 790 والسلاسل التاريخية : صفحة 381 لمؤلف هذا الكتاب .
مخطوطة المتحف البريطاني : رقم 672 .
السريان في القطر المصري : 12 صفحة 49 .
الاقباط في القرن العشرين : تأليف رمزي تادرس .
———————-
السريان والاحباش
للسريان فضل عظيم في تنصير الاحباش بسعي ثئودورا الملكة (527 – 548 م) زوجة يسطينان الاول قيصر الروم (527 – 565 م) . وكانت ثئودورا المحتد منبجية المولد ناصرت القائلين بالطبيعة الواحدة. وقد سبقت فاوفدت الى بلاد الحبشة القس يوليان السرياني فأذاع فيها العقيدة المنوفيزينية . وظل هناك سنتين يقصد الصهاريج ويعمد الناس كل يوم من الساعة الثالثة حتى الساعة العاشرة . فتنصر الاحباش على يده وفي مقدمتهم ملك الحبشة وارباب دولته.
وما قلناه عن الطقس القبطي يصدق في الطقس الحبشي ايضا.
ولا يزال الاحباش يستعملون في قداسهم نافورة مار يعقوب السروجي السرياني (521 م) فضلا عن صلوات كثيرة نقلوها الى لغتهم عن السريانية والحقوها بليترجياتهم.
وكانت تربط الشعبين السرياني والحبشي روابط العقيدة الواحدة. وما كانت الفوارق اللغوية او الحواجز الجغرافية او الاختلافات الجنسية لتقوى يوما على فصم عرى تلك الروابط التي نشأت عنها في مختلف العصور بعض العلاقات بين الاحباش والسريان . فالتاريخ يروي ان الامير جرجس ابن نجاشي الحبشة انطلق سنة 836 الى بغداد عاصمة العباسيين لتحية الخليفة المعتصم بالله. فاجتمع هناك في شهر آب بالبطريرك ديونيسيوس الاول التلمحري . وبناء على رغبته ناوله هذا البطريرك السرياني القربان المقدس ثم قدم له بعض الهدايا كذكرى لتلك المقابلة التاريخية.
——————
التاريخ الكنسي لابن العبري : في كلامه عن البطريرك سرجيس التلي .
السريان في القطر المصري : 8 صفحة 29 و 30 .
مجلة الحكمة في القدس : مجلد 4 سنة 1930 صفحة 174 و 473 .
——————–
السريان والارمن
كان الارمن قبل استنباطهم الحروف الارمنية يستعملون القلم السرياني في كتاباتهم . وأول من فكر منهم في وضع الحروف الارمنية هو القديس مسروب في أوائل القرن الخامس فأنه قصد مدينة الرها مع بعض تلامذته وتخرجوا قاطبة في مدرستها الشهيرة بالآداب السريانية على يد دانيال مطرانها العلامة وعني مسروب واسحق جاثليق الارمن (390 – 439) بنقل الاسفار المقدسة وترجم شرح مار فرام الملفان لكتاب “الدياطسرون” عن اللغة السريانية الى اللغة الارمنية. ثم نقل الارمن تسع عشرة مقالة من كتاب “البراهين” تأليف القديس يعقوب افرهاط وغير ذلك عن اللغة السريانية الى اللغة الارمنية.
وابتنى السريان في أرمينيا كنائس عديدة وأديارا زاهرة نذكر منها كنيستين فخمتين في سيس عاصمة ملوك الارمن وكرسي بطريركيتهم . ثم ديرين كبيرين قرب طرسوس. وكانت مدينة آطنة المجاورة لتلك العاصمة آهلة في القرن الثاني عشر بالسريان دون سواهم يرعاهم مطران من جنسهم ومعتقدهم.
وكان للسريان في أرمينيا ابرشيات وافرة العدد تسلسل فيها الاساقفة جيلا بعد جيل حتى القرن الثالث عشر. وقد ذكرها ميخائيل الكبير في لائحة الاساقفة التي الحقها بتاريخه كأبرشيات سيس وطرسوس وعين زربا وخلاط الخ.
ومما يستحق الذكر ان البطريرك اغناطيوس الرابع (1264 – 1283) احتفل احتفالا شائقا في كاتدرائية سيس السريانية بترقية غريغوريوس ابن العبري الى الرتبة المفريانية بحضور أساقفة السريان والارمن. وبعد الاحتفال رحب حاتم ملك فيليقيا الارمني في بلاطه بالبطريرك والمفريان والاحبار والاعيان
——————-
المشرق : مجلد 17 سنة 1914 صفحة 51 .
المشرق : مجلد 4 سنة 1901 صفحة 428 .
روبنس دوفال : الاداب السريانية : جزء 1 صفحة 218 .
تاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 523 .
تاريخ الرهاوي : فصل 400 صفحة 301 .
الزهرة الزكية في البطريركية الانطاكية : صفحة 74 .
——————-
السريان والعرب
مثلما نشر السريان عقيدتهم بالطبيعة الواحدة بين الاقباط والاحباش والارمن نشروها كذلك بين العرب جيرانهم بني غسان ونجران وتغلب ومعد وبني كلب وغيرهم . وكان بطاركة السريان ينصبون اسقفا او أكثر لكل قبيلة من تلك القبائل العربية ودعي بعضهم بأساقفة “المضارب” فكانوا يرافقون القبائل العربية المتنقلة ويقيمون الرتب الدينية تحت الخيام ومن اساقفة العرب نذكر :
شمعون اسقف بيت ارشم وثئودور اسقف حيرة النعمان وقد وضع اليد عليه يعقوب البرادعي الاسقف المسكوني .
ثم ان البطريرك يوليان الثالث (688 – 709 م) نصب اسقفا للعرب التغالبة يقال له يوسف ونصب قرياقس البطريرك (793 – 817 م) ثلاثة اساقفة للعرب : اولهم الاسقف يوحنا للكوفة . ثانيهم الاسقف داود وقد وضع عليه اليد في “دقلا” عاصمة التغالبة وثالثهم الاسقف عثمان وهو الخامس والاربعون في عداد اساقفته .
ونصب البطريرك ديونيسيوس الاول التلمحري (818 – 845 م) خمسة اساقفة لقبائل العرب التغلبيين . ووضع يوحنا الخامس (847 – 894 م) اليد على سبعة اساقفة للعرب بني معد وبني تغلب ونجران . وقس على من ذكرنا : البطاركة اغناطيوس الثاني وثئودوسيوس وديونيسيوس الثاني ويوحنا السادس وباسيل الثاني منذ السنة 878 حتى السنة 935 م .
والى السريان يعود الفضل في نقل الكتاب المقدس عن لغتهم الى اللغة العربية على يد بطريركهم يوحنا الثالث (631 – 649 م) واليهم كذلك يرجع الفضل في نقلهم الى اللغة العربية علومهم وعلوم اليونان خصوصا في عهد العباسيين . فان اولئك الخلفاء استعانوا بنوابغ السريان واتخذوهم اساتذة لهم فمهدوا للعرب سبل الثقافة ومرنوهم على اقتباس اصناف المعارف .
——————–
النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية : للاب لويس شيخو : قسم 2 صفحة 414
تاريخ ميخائيل الكبير : صفحة 263 .
تاريخ ميخائيل الكبير : صفحة 309 .
تاريخ ابن العبري الكنسي : صفحة 34 .
لائحة البطاركة والاساقفة : للبطريرك ميخائيل الكبير .
———————————
الفصل السادس
السريان والفرس
في جملة الامصار الخاضعة للكرسي الانطاكي نذكر بلاد فارس التي أينع فيها الأدب السرياني بجانب الادب الفارسي . وبرز فيها احبار اجلاء وعلماء افاضل انشأوا تصانيف سريانية تجلت فيها مواهبهم العقلية . ونذكر في مقدمتهم يعقوب افراهاط الحكيم الفارسي صاحب كتاب “البراهين” الذي أفرغه في قالب سرياني بأسلوب جزل بليغ . ثم الجاثليق شمعون برصباعي (329 – 341 م) . وميلس اسقف شوشن (341 م) . ولسنا ننسى مار ماروثا (420 م) الواسع الشهرة الذي بعثه ارقاديوس قيصر (395 – 408 م) في رسالة توصية الى يزدجرد ملك الفرس (399 – 420 م) . فارتحل القديس ماروثا ثلاث مرات الى عاصمة الاكاسرة وتوصل بمرونته وذكائه الى كف الاضطهاد عن النصارى . ثم صنف عن الشهداء السريان في البلاد الفارسية كتابا امتاز بلهجته البليغة المؤثرة
.
وبعد استقلال السريان بيعيا كما تحدثنا قبل الان اخذ بطاركتهم أو مفارنتهم ينصبون مطارنة وأساقفة لكراسي الابرشيات السريانية في بلاد فارس . نذكر منها ابدقون وسجستان وأفرة وجرجان وخراسان وهرات ومراغا وتبريلز واذربيخان وغيرها . وقد اطلعنا على جدول اساقفة تلك الابرشيات منذ عهد لببطريرك قرياقس (739 – 817 م) حتى عهد البطريرك ميخائيل الكبير .
وروى المؤرخون اخبارا طريفة عن بعض علماء السريان وأطبائهم الذين كانت لهم صلات مع ملوك فارس. نذكر من ذلك ما أثبته ابن أبي اصيبعة وابن النديم عن أبي الخير الحسن بن سوار بن بابا بن بهنام المعروف بابن الخمار قالا ما خلاصته: ولد ابن الخمار عام 942 وقرأ الحكمة على يحيى بن عدي التكريتي وبرع في اللغتين السريانية والعربية وحذق اصول صناعة الطب وفروعها وتبحر في الحكمة . وتفرد بتواضعه للضعفاء وبتعاظمه على العظماء . فاذا دعاه السلطان ركب اليه في زي الملوك والعظماء . فكان يسير اليه في ثلاثمائة غلام بالخيول الجياد . وكان السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين صاحب بخارا يجله غاية الاجلال. وقد صنف ابن الخمار اربعة عشر كتابا ونقل مصنفات كثيرة من السرياني الى العربي وأجاد فيها . وتوفي ابن الخمار بعد السنة 997 للميلاد .
وكان المفريان ابن العبري يتردد الى بلاد فارس ويتعهد مكتباتها الشهيرة ويتفقد ابرشياتها الخاضعة لكرسيه المفرياني.
وحلت وفاته في مراغا ليلة الثلاثاء 30 تموز 1286 وصلى عليه اقليرس النساطرة والملكيين والارمن والسريان وشيعوه بحفاوة عظمى .
——————–
تاريخ الرهاوي : فصل 129 صفحة 167 – 168 وميخائيل الكبير صفحة 421
اللمعة الشهية : جزء 1 صفحة 23 – والآداب السريانية : لروبنس دوفال : صفحة 246 .
——————–
الفصل السابع
السريان والخلفاء المسلمون والنهضة العلمية العربية
احتظى السريان بالثقة والاحترام عند الخلفاء الراشدين (632 – 661 م) والخلفاء الامويين (662 – 746 م) والعباسيين (750 – 1258 م) وأول من نال القربى لديهم حين الفتح العربي هو منصور بن يوحنا السرياني الذي أصبح وزيرا للمالية في عهد الخلفاء الراشدين أما ابنه سرجون وحفيده يوحنا المشهور بالقديس يوحنا الدمشقي (749 م) فقد توليا ديوان الاعمال والجبايات في عهد الخلفاء الامويين.
———————-
طبقات الاطباء : مجلد 1 صفحة 322 .
الفهرست : صفحة 370 .
تاريخ الدول السرياني : المقدمة : صفحة 2 .
جثالقة المشرق ومفارنة السريان للخوري اسحق أرملة : صفحة 41 .
——————-
وأثبت جميع مؤرخي السريان ان اثناسيوس برجوميا الرهاوي ولاه الخليفة عبد الملك بن مروان (685 – 705 م) الادارة المالية في القطر المصري . وكان عهده في تلك الوظيفة عهد خير وبركة واقبال على الدولة الاموية . وذكر ميخائيل الكبير ان مروان الخليفة (744 – 750 م) لدى ارتحاله الى حران ببلاد ما بين النهرين خف لاستباله ايونيس الرابع بطريرك السريان (740 – 755) في هدايا وافرة وتحف نفيسة حملها على خمسين جملا . فرحب به الخليفة ترحيبا حميلا وكتب له فرمانا عام 746 للميلاد خوله بموجبه الولاية على جميع الشؤون البيعية . وهو اول فرمان اعطي لبطريرك سرياني من خليفة المسلمين.
واذا انتقلنا الى عهد الخلفاء العباسيين اتضحت لنا مكانة ايمة السريان وعلاقات علمائهم بكل من اولئك الخلفاء . فقد تفجرت ينابيع المعارف على يدهم وسالت الصحف باقلام مترجميهم ومصنفيهم واطباءهم في طول البلاد وعرضها . وأغنوا العالم بنفائس الاسفار التي استخرجوها الى العربية عن اللغات السريانية واليونانية والفارسية واالعبرية والهندية . فبلغت دولة العلم أيام عز الخلافة العباسية شأوا بعيدا قلما ذكر الكتاب مثله في العصور الخوالي.
وهذه كتب التاريخ طافحة بأخبار اولئك الجهابذة كالبطريرك ديونيسيوس التلمحري وأخيه تاودوسيوس في عهد الخليفة المأمون (813 – 833 م) ومنهم العلامة حبيب أبو رائطة التكريتي في القرن التاسع . وروفيل وبنيامين الطبيبان اللذان قرأ عليهما مار ماري علم الطب والفيلسوف الكبير يحيى بن عدي (974 م) في عهد المطيع للـه (946 – 974 م) وعيسى بن زرعة (943 – 1008 م) في عهد القادر باللـه (991 – 1031 م). والشيخ يحيى بن جرير التكريتي وأخوه ابو سعد الفضل التكريتي وغيرهم.
———————
تاريخ الرهاوي : فصل 149 صفحة 189 وتاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 112 و 113 .
تاريخ ميخائيل الكبير : صفحة 464 .
———————
وفي السنة 1223 قتل الطبيب الكبير امين الدولة ابو الكرم صاعد بن توما البغدادي اليعقوبي . كان ممتازا بسيرته وعلمه فأعزه الخليفة الناصر (1180 – 1225 م) كل الاعزاز وقربه وأمنه على جميع أسرار دولته وعلى أبنائه وبناته ونسائه. واتفق ان الخليفة المذكور ضعف بصره فكلف امرأة يقال لها “ست نسيم” أن تنهض بكل ما يكتبه هو وأطلعها على جميع اسرار الدولة .
وكان اذا وصل خطها الى الوزير الكبير اعتقد انه هو خط الخليفة نفسه فيقوم بانجاز كل ما فيه من أوةامر ونواه.
وبعد مدة من الزمان اتفق تاج الدين رشيق الخصي مع “ست نسيم” فجعلا يكتبان ما يخطر لهما كأنه من فم الخليفة ويعرضانه على الوزير فيكمله . وما عتم ان اطلع الوزير على تلاعب “ست نسيم” والخصي . ذلك أنه استدعى أمين الدولة بن توما المشار اليه وقرره فصرح له بأن الخليفة ضعيف البصر وان امرأة تكتب له ما شاء من الاوامر . ولما شعرت نسيم بافتضاح أمرها بلغت ابني قمر الدين فكمنا للطبيب امين الدولة ووثبا به وهو خارج من دار الخليفة وضرباه سكينتين . فصاح بهما الطبيب صيحة عظيمة فاستأنفا وطعناه طعنة نجلاء وفتكا به وبحامل فانوسه . ثم شيع الطبيب الى بيته ودفن فيه. وبعد تسعة أشهر نقل جثمانه الى بيعة دار مار توما ولحد في ضريح آبائه . وخلف ثلاثة أبناء وهم : شمس الدولة وفخر الدولة وتاج الدولة امتازوا كأبيهم وارتقوا الى أسمي المراتب.
وممن اشتهر بين السريان كذلك حسنون الطبيب الرهاوي وجبرائيل الطبيب الرهاوي مصنف الكتب الفلسفية والطبية نحو السنة 1263 في اللغة السريانية . وشمعون الطبيب المشهور مجدد دير مار قرياقس . وأمين الدولة ابو الكرم صاعد بن توما البغدادي (1223 م) والطبيب عيسى تلميذ حسنون المذكور الذي ابتنى في سيس كنيسة فخمة على اسم برصوما . والربان دانيال ابن الحطاب المارديني الخ..
——————-
تاريخ مختصر الدول : صفحة 285 .
تاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 449 – 450 .
——————–
وكان اولئك العلماء والاطباء يلازمون الخلفاء في بلاطهم ويجلسون الى مائدة طعامهم ويسامرونهم ويعالجون مرضاهم ويرافقونهم احيانا في حروبهم وأسفارهم . وكان الخلفاء بدورهم يجلون اطباءهم ويرحبون بهم ويسنون لهم أعطيات سخية ويعودونهم حين مرضهم ويراسلونهم.
ويتسمحون معهم في قضايا دينهم ويحضرون احيانا الصلاة عليهم بالشمع والبخور في جنازاتهم.
ويؤثر عن بعض الخلفاء العباسيين انهم كانوا يتعهدون أديار النصارى ومناسكهم فيصادفون من الرهبان كل ترحيب واجلال.
وقد نزل يوما هارون الرشيد بدير مار زكي الذائع الصيت الواقع على ضفة نهر البليخ فاستطابه الخليفة وبر اهله . وغير خاف ان هذا الدير العظيم الذي كان يدعى “دير العمود” قد اسسته الملكة ثئودورا (548 م) السريانية المنبجية بجوار مدينة الرقة احدى الابرشيات السريانية . وعرفنا ممن تولى كرسيها المطراني سبعة عشر مطرانا سريانيا من السنة 793 حتى السنة 1200 م .
—————–
من شاء الاطلاع على اخبار هؤلاء الجهابذة السريان فليراجع كتاب “تاريخ مختصر الدول” لابن العبري : طبعة الاب صالحاني .
تاريخ مختصر الدول : صفحة 226 – 265 .
تاريخ مختصر الدول : صفحة 43 .
اللؤلؤ المنثور : صفحة 510 .
السريان في لبنان : تأليف فيليب دي طرازي : جزء 1 قسم 12 – 21 .
——————-
الفصل الثامن
السريان وقياصرة الروم
شاءت العناية الربانية فاختارت من الامة السريانية أشخاصا ارتقوا الى عرش القياصرة في قسطنطينية وتكللت مفارقهم بالتاج المنكي . نذكر منهم الملكة هيلانة والدة قسطنطين الكبير التي ولدت في “كفرفجي” بجوار الرها عاصمة الاباجرة ملوك السريان وانضم اليها الملكة ثئودورا زوجة يسطنيان الاول (527 – 565 م) قيصر الروم وكانت تلك الملكة ابنة كاهن “سرياني” من مدينة منبج.
روى المؤرخ سعيد بن بطريق (960 م) ان موريق قيصر (582 – 602 م) وهرقل قيصر (610 – 641 م) ملكي الروم استعملا منصورا المذكور في فصل سابق على الخراج في دمشق لثقتهما بأمانته وكفاءته . وكان منصور هذا سريانيا يعقوبيا واشتهر ولداه سرجيس وايليا فنصبا بطريركين على بيت المقدس أحدهما تلو الاخر.
ولما انطلق هرقل الى مدينة الرها الغاصة بالسريان خرج الى لقائه جماهير غفيرة من الشعب والكهنة والرهبان . فأدهشته وفرة عددهم ولم يتمالك ان يصرح لوزرائه قائلا : “لا يجمل بنا أن نترك هذا الشعب المجيد منفصلا عنا ! ” . ثم توجه صباح الاحد الى كنيسة السريان وحضر القداس فيها.
ولما تولى نيقلور فوقا (963 – 969 م) عرش القسطنطينية أرسل فاستدعى اليه عام 969 يوحنا التاسع بطريرك السريان (965 – 986) للبحث في الاتحاد وقضايا المعتقد . فسار البطريرك يصحبه ثلاثة اساقفة وجملة من الرهبان ولبثوا هناك ثمانية شهور يعالجون تلك المسائل دون جدوى . ثم عاد البطريرك وأساقفته الى كراسيهم.
وعلى اثر جلوس رومانس الثالث (1028 – 1034 م) على العرش القسطنطيني ارتحل البطريرك يوحنا العاشر (1004 – 1030 م) يرافقه ستة من اساقفته وعشرون راهبا وبعض رؤساء الاديار السريانية . فيمموا عاصمة قياصرة الروم ليهنئوا الملك الجديد. ثم أمر الملك فعقد مجمع في كنيسة آجيا صوفيا حضره البطريرك المسكوني ومائتان من اساقفته ويوحنا العاشر بطريرك السريان المشار اليه واساقفته الستة . وبعد اخذ ورد كثير أبرز السريان مدرجين كتبوا احدهما بالسريانية والثاني باليونانية ضمنوهما شرح معتقدهم . وعلى أثر ذلك أرفض المجمع دون أن يتوفق الآباء الى عقد الاتحاد المنشود.
——————
راجع الجزء الاول من كتاب “السريان في لبنان” لمؤلف هذا الكتاب : قسم 6 فصل 1 و 2 .
…..
تاريخ ابن بطريق . جزء 2 صفحة 61 و 69 .
تاريخ الرهاوي البيعي : صفحة 86 .
التاريخ الرهاوي : مخطوطة البطريركية السريانية . وميخائيل الكبير وابن العبري في كلامهما عن البطريرك يوحنا العاشر.
——————–
الفصل التاسع
السريان وملوك الصليبيين
مثلما كان لايمة السريان في عصرهم الذهبي صلات مع ملوك الفرس والخلفاء المسلمين وقياصرة الروم كان لهم كذلك علاقات مع ملوك الصليبيين في أثناء اقامتهم في بلاد المشرق.
وغير خاف ان اولئك المولك عاملوا جماعات السريان وأحبارهم معاملة طيبة في الامصار التي ملكوها . فشملوهم بعطفهم ولم يتعرضوا لهم في كنائسهم واديارهم وجميع شؤونهم على رغم مخالفتهم لهم في المعتقد. قال ميخائيل الكبير: “تمتع اساقفة السريان وكهنتهم بالراحة والسكينة في عهد دولة الصليبيين. فلم يلحقوا بنا أدنى أذى لأنهم كانوا يعتبرون جميع الساجدين للصليب على حد سوى. لا يماحكونهم بالمسائل الدينية كما كان يماحكهم أساقفة الروم”.
وأول من جرت له صلات مع الصليبيين من السريان هو اثناسيوس السابع البطريرك الانطاكي (1091 – 1129 م) فانه زار غير مرة جوسلين ملك الصليبيين في “تل باشر” عاصمته واقام في بلاطه عدة أيام محفوفا بالتوقير والاجلال.
——————-
الملكيون : بطريركيتهم الانطاكية ولغتهم الوطنية والطقسية : 48 – 50 .
الحروب الصليبية في الآثار السريانية : صفحة 75 .
——————————
ولما توفي البطريرك المشار اليه كتب جوسلين الى اساقفة السريان في الحضور الى تل باشر عاصمته لانتخاب بطريرك جديد. فلبوا طلبة الملك وعقدوا مجمعا في كنيسة الفرنج ترأسه المفريان ديونيسيوس موسى (1121 – 1142) وأجمعت كلمتهم في 17 شباط 1129 على انتخاب الراهب موديانا رئيس دير “الدوائر” المجاور لانطاكية بطريركا انطاكيا وسموه يوحنا الخامس عشر (1129 – 1137 ) واحتفلوا في تلك الكنيسة برتبة التنصيب احتفالا عظيما وسلموا اليه العكاز البطريركي بحضور الملك جوسلين ووزرائه وأرباب مملكته . وفي جملة اولئك الوزراء كان ميخائيل ابن شومنا شقيق باسيل مطران الرها.
وأثبت ابن العبري ان جوسلين لما شعر بدنو أجله عام 1157 وهو في سجن حلب استأذن الحاكم المسلم في الذهاب الى كنيسة السريان . وهناك قام بفروضه الدينية لدى اغناطيوس مطرانها السرياني وتناول الاسرار من يده. وبعد ذلك عاد جوسلين الى السجن وفيه توفاه الله تعالى. ثم أقيم له مأتم حافل اشترك فيه المسلمون والمسيحيون وشيعوه قاطبة الى تلك الكنيسة ودفنوه ضمنها في ضريح خاص.
وابتنى السريان كنيسة جديدة لابناء جماعتهم في انطاكية ما عدا كنيستهم القديمتين. وقد باركها بأبهة عظيمة بطريركهم اثناسيوس الثامن (1139 – 1166). وتصدرت تلك الحفلة الكبرى ايزابيل الملكة يحف بها اركان البلاط الملكي وجمهور غفير من الاحبار والقسان والرهبان الفرنج والسريان.
———————
تل باشر : قلعة عظيمة بين حلب والبيرة . في لحفها بلدة كثيرة المياه والبساتين
الحروب الصليبية في الاثار السريانية : صفحة 74 .
تاريخ ميخائيل الكبير : صفحة 607 .
تاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 366 .
الحروب الصليبية في الآثار السريانية : صفحة 137 .
———————
وفي السنة 1168 كتب ايمريك بطريرك انطاكية اللاتيني (1157 – 1180 م) رسالة الى بطريرك السريان ميخائيل الكبير (1167 – 1200) يكلفه الحضور الى انطاكية . فأجاب البطريرك ميخائيل الى دعوته . وما كاد يصل الى انطاكية حتى خرج الى لقائه أقطاب الحكومة وايمة الدين في ألوف من اهالي تلك العاصمة .
ورافقوه باحتفال رائع الى كنيسة “القسيان” وهي كبرى كنائس انطاكية وأجلسوه على الكرسي البطرسي الذي كان من خشب النخل مصفحا بالفضة .
وفي السنة 1179 اقبل البطريرك ميخائيل عينه الى انطاكية مرة ثانية ومنها ارتحل الى بيت المقدس . وعند مروره بعكا زار الملك بغدوين الصغير وأطلعه على رسالة بعث بها اليه البابا اسكندر الثالث (1159 – 1181 ) يدعوه الى مجمع يعقد في روما . فرحب الملك بالبطريرك وبالغ في تكريمه ثم حمله كتاب توصية الى اورشليم.
ومن بطاركة السريان الذين جرت لهم علاقات مع الفرنج الصليبيين اغناطيوس الثالث (1222 – 1252 ) الذي انطلق الى انطاكية مصحوبا برهط من اساقفته ومن هناك سار الى فلسطين ولما دخل الى اورشليم خرج لاستقباله سكانها وفي طليعتهم الاخوة الهيكليون الذين حملوه على ايديهم وطافوا به من باب العمود الى دير مريم المجدلية فحل فيه البطريرك وأساقفته وحاشيته وكان يقطنه يومئذ سبعون راهبا من الرهبان السريان.
واشتهر في تلك الحقبة الحكيم السرياني الانطاكي الذي تعاطى مع بعض الملوك وتقرب اليهم . واقطعه احد ملوك الصليبيين فردريك الثاني امبراطور المانيا (1211 – 1250) مدينة كما هي بأعمالها.
———————
الملكيون : بطريركيتهم الانطاكية ولغتهم الوطنية والطقسية : صفحة 56 .
تاريخ ابن العبري البيعي : جزء 1 في كلامه عن البطريرك اغناطيوس .
تاريخ مختصر الدول : صفحة 477 .
——————
وقد اشار بطريركنا مار اغناطيوس بطرس السادس (1678 – 1702) شهبادين الى صلات السريان القديمة بالملوك الصليبيين وأمرائهم . فكتب الى لويس الرابع عشر ملك فرنسا (1643 – 1715) في ذلك يقول: “ليكن معلوما لدى عظمتكم العالية ما صنع السريان القدماء مع الامراء الفرنساوية في محروسة القدس الشريف والمحبة والاتفاق بغاية المودة التي أبدوها أمام السلاطين العظام الذين حكموا عليها”.
وكان للسريان في عهد الامارات الصليبية حظوة في أعين ولاة الامور . وكان اقليرسهم متضلعا من الاداب السريانية والعربية واليونانية وانضم اطباؤهم وصيادلتهم الى الجيوش والمعسكرات الصليبية. وانحصرت بيدهم اعمال الترجمة في الدوائر التي اعجبت ابن جبير بترتيبها وحسن معاملتها .
الفصل العاشر
السريان وملوك السلجوقيين والتتر
كان للسريان شعب غفير في الامصار التي دوخها السلجوقيون والمغول أي التتر في بلاد المشرق . وأصبح ذلك مدعاة الى وجود علاقات بين أيمتهم وبين ملوك السلجوقيين والتتر . وقد انتهج أيمة السريان خطة رشيدة في عملهم استعطافا لخاطر اولئك الملوك دفعا للرزايا لا عن السريان فقط بل عن سائر الشعوب المجاورة لهم.
وممن اشتهر بين السريان يومئذ : الحكيم أبو سالم النصراني اليعقوبي الملطي المعروف بابن كرابا. خدم السلطان علاء الدين كيقباذ (1219 – 1236) وتقدم عنده . وكان أهلا لمجلسه لفصاحة لهجته في اللسان الرومي ومعرفته بأيام الناس وسير السلاطين وكان السلطان لا يصبر عنه ساعة.
——————-
سجلات المكتبة الاهلية بباريس : الرسائل العربية رقم 622 ، 4 .
تعاليق ريشار سيمون على رحلة دنديني : تعريب الخوراسقف يوسف العمشيتي صفحة 145 – 146 .
مقال الاب لامنس (المشرق : مجلد 31 سنة 1933 صفحة 725 ) .
———————
وممن تعاطى من السريان مع الملوك السجلوقيين يوحنا التفليسي الذي نقل الانجيل المقدس سنة 1221 م الى اللغة السريانية . وذلك اجابة الى طلب السلطان علاء الدين كيقباذ المشار اليه. وكانت نسخة ذلك الانجيل مصححة بخط البطريرك يوحنا بن شوشان ومشروحة غوامضه بقلمه.
ويذكر بعد ذلك تقي الدين الراسعيني الطبيب المعروف بابن الخطاب الذي اتقن صناعة الطب غاية الاتقان علما وعملا . خدم السلطان غياث الدين وابنه عز الدين وصار له منزلة عظيمة منهما فرفعاه من حد الطب الى المعاشرة والمسامرة وأقطعاه اقطاعات جزيلة . وكان في خدجمتهما بزي جميل وظأمر صالح وغلمان وخدم وصادف من دولتهما كل ما سره.
وذكر ابن العبري ان البطريرك اغناطيوس الثالث (1222 – 1252 م) قابل السلطان عز الدين السلجوقي في ملطية حاملا اليه الهدايا والتحف النفيسة . وقد لفظ هذا البطريرك على مسامع السلطان خطابا بليغا باللغتين العربية والفارسية ودعا له بالتأييد والنصر.
وذكر المؤرخون ان اغناطيوس الرابع بطريرك السريان (1264 – 1283) توجه الى “الطاق” عاصمة التتر وزار هولاكو ونال منه فرمانا يؤيده في البطريركية الانطاكية. ثم سار البطريرك دفعة ثانية وزار الملك “اباقا” بن هولاكو وخليفته في تخت المملكة فكتب له فرمانا ثانيا بالبطريركية.
واثبت المؤرخون ايضا ان هولاكو لما سمع بشهرة الربان شمعون السرياني وبراعته في الطب ارسل يستدعيه اليه وعينه طبيبا خاصا في بلاطه الملكي . فنال الربان شمعون حظوة عظيمة عند ملوك التتر وملكاتهم وعند اولاد العترة الملكية كافة. وصرف الربان جهوده ونفوذه في دفع الضيم عن أبناء ملته وتعزيز شأنهم وصيانة كنائسهم في جميع الامصار الخاضعة لحكم التتر.
———————-
تاريخ مختصر الدول : صفحة 444 .
اللؤلؤ المنثور : صفحة 402 .
تاريخ مختصر الدول : صفحة 479 .
الزهرة الذكية في البطريركية السريانية الانطاكية صفحة 47.
——————————
وقد توثقت العلاقات الطيبة بين ملوك التتر وبين المفريان ابن العبري لما سمعوا عنه من غزارة المعارف وسمو الاخلاق . ولما جرى الاحتفال بتتويج احمد خان ملكا على التتر سنة 1279 انطلق المفريان الى “الطاق” لحضور ذلك المهرجان . واستصحب معه رهطا من اساقفته حاملين الهدايا والتحف الى الملك الجديد. فرحب بهم الملك احمد خان وتوسع في ضيافتهم وقلد المفريان فرمانا شاهانيا.
وبعد هذا التاريخ غزا التتر دير مار بهنام بجوار الموصل عام 1295 م وسلبوه أمتعته وكنوزه. فقصد الربان يعقوب رئيس الدير ملك ملوك التتر واسترجعها . ثم وافى الملك نفسه في عظماء دولته وحرمه فزار ضريح القديس بهنام وأهدى اليه هدية وسجد له وندم على ما صار واصدر الامر بأن تنقش فوق قبته كتابة باللغة الايغورية أي التترية اقرارا بفضل مار بهنام وتأمينا لحياة رهبانه . وهاك تعريب الكتابة : “يحل سلام الخضر بهنام ولي الله ويستقر على القان وعظمائه وخواتينه”.
الفصل الحادي عشر
السريان والملوك الارتقيون وملوك الكرج
جرت صلات متينة بين الملوك بني ارتق في ماردين وبطاركة السريان. من ذلك ان الملك نجم الدين البي (1153 – 1176) حضر سنة 1170 في دير الزعفران الاحتفال العظيم بجلوس ميخائيل الكبير على الكرسي الانطاكي . وألقى ديونيسيوس ابن الصليبي مطران آمد العلامة خطبة سريانية في تقريظ فضائل البطريرك . ثم تطرق لوصف مناقب الملك نجم الدين الارتقي وأفاض في الدعاء له ولجنوده ولدولته.
——————
تاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 512 .
التاريخ البيعي لابن العبري : جزء 2 في أخبار ابن العبري .
مجلة الاثار الشرقية : مجلد 3 سنة 1928 صفحة 197 و 227 .
——————
ولما ابتلي نجم الدين المومأ اليه بمرض عضال ظهر له مار آباي في الحلم واوصاه بالنصارى . فلما نقه من مرضه اخذ يهتم بتشييد كنائسهم وترميم اديارهم وحقن دمائهم. وكان يجول في الاديار انتجاعا للصحة حتى نال الشفاء التام بصلوات مار آباي وشفاعته.
ولما تولى البطريركية في دير الزعفران اغناطيوس الخامس (1293 – 1333) المعروف بابن وهيب أحبه الملك المنصور الارتقي (1285 – 1311) لمزيد علمه وفضله . وقد قربه اليه وخلع عليه ومنحه صكا ممتازا يؤيده في البطريركية.
أما ملوك الكرج فلم تكن علاقاتهم مع السريان بأقل من ملوك سائر الامصار . وقد أثبت ابن العبري في تاريخه الكنسي ان جمال الدين وزير الموصل اوفد اغناطيوس الثاني (1143 – 1164) مفريان المشرق مصحوبا بأسقفين الى جورجي ملك الكرج سنة 1161 لاطلاق الاسرى المسلمين فخرج الملك الى لقائهم واحتفى بهم بمجالي السرور والاستحسان وانجز مرغوبهم ودفع اليهم الاسرى . وكان المفريان والاسقفان يقيمون الحفلات الدينية في كنائس الكرج مدة اقامتهم في تلك البلاد . هكذا توفق المفريان في مهمته نظرا الى ما كان له من النفوذ والاحترام في بلاطي مملكة الموصل ومملكة الكرج.
——————
خطبة ابن الصليبي : مخطوطة دير الشرفة : رقم 3 – 7 صفحة 136 .
تاريخ الدول السرياني : لابن العبري : صفحة 321 .
التاريخ الكنسي : لابن العبري : جزء 2 صفحة 353 – 355 .
——————-
الفصل الثاني عشر
بعض ذخائر السريان وكنوزهم الثمينة في العصر الذهبي
1- اقدم أثر نصراني انما كتب بالسريان
أقدم الآثار النصرانية الكتابية رسالة ابجر الخامس ملك الرها وجواب السيد المسيح له. فقد اثبتت التقاليد السريانية استنادا الى اوسابيوس امام المؤرخين البيعيين ان أبجر ملك الرها وجه رسالة الى السيد المسيح يدعوه الى عاصمته ليتخلص من غوائل اليهود. فأجابه السيد المسيح قائلا. “لا بد لي من ان أتمم في اورشليم ما لأجله انحدرت الى الارض . وبعد صعودي الى السماء أرسل اليك احد تلامذتي ليشفيك من علتك وينيرك بأنوار الايمان” وصرح اوسابيوس في تاريخه ان رسالة السيد المسيح كانت محفوظة في المكتبة الملكية بالرها. وقد تولى هو بنفسه نقل الرسالتين الى اليونانية عن اصلهما السرياني. وظلت هاتان الرسالتان الاثريتان محفوظتين في المكتبة الرهاوية حتى القرن الحادي عشر. فنقلهما رومانس الثالث ملك الروم (1028 – 1034 ) الى القسطنطينية.
قال يحيى الانطاكي: “في اخر السنة الثالثة من ملك رومانس سار اليه سليمان بن الكرجي صاحب الرها واستصحب معه الكتاب الوارد من ابجر ملك الرها الى السيد المسيح وجواب السيد له. وكان كل واحد منهما على ورق طومار مكتوبين بالسرياني. وخرج الملك والكسيوس البطريرك وجميع أهل المملكة لاستقبالهما وتسلمهما الملك بخشوع وخضوع تعظيما لكتاب السيد المسيح واضافهما الى الاثارات المقدسة التي في بلاط الملك . وعني رومانس الملك بترجمتهما من السرياني الى اليوناني . وترجمهما لنا الى العربي الناقل الذي تولى نقلهما الى اليوناني على هيئتهما ونصهما”.
——————–
تاريخ اوسابيوس : خبر 13 عدد 67 .
مجلة الاثار الشرقية : مجلد 2 سنة 1927 صفحة 212 – 223 .
———————-
2-منديل السيد المسيح
حفظ هذا المنديل المبارك في كنيسة مار قزما بمدينة الرها زمنا طويلا قبل أن يستولي عليها المسلمون . ولما تولى المتقي الخلافة العباسية (940 – 944) كتب اليه ملك الروم يطلب منه المنديل المذكور . قال ابن العبري : “في السنة احدى وثلاثين وثلاثمائة للهجرة (942 م) أرسل ملك الروم الى المتقي يطلب منه منديلا مسح بها المسيح وجهه . فصارت صورة وجهه فيها وانها في بيعة الرها. وذكر أنه ان أرسلها اليه طلق عددا كثيرا من اسارى المسلمين. فاستفتى المتقي القضاة والفقهاء فأنكر بعضهم تسليمها . وأجاب بعضهم قائلا: ان خلاص المسلمين من الاسر والضر والضنك الذي هم فيه اوجب. فأمر المتقي بتسليم المنديل الى الرسل وأرسل معهم من يستلم الاسارى”.
ذخائر كنيسة مار يوحنا الكبرى في الرها
ضمت هذه الكنيسة القاتوليقية الكبرى ذخائر ثمينة وصفها المؤرخون السريان وغيرهم. وقد فقدت اذ تبعثرت عام 1145 للميلاد في معركة زنكي الطاغية. وكان بين تلك الذخائر صندوقة من الفضة الخالصة مرصعة بالذهب احتوت على رفات ادي الرسول وابجر ملك الرها الذي يعد اول ملك مسيحي على الارض.
——————–
تاريخ يحي الانطاكي : صفحة 252 – 263 .
تاريخ مختصر الدول: صفحة 287 وتاريخ يحيى الانطاكي : جزء 2
تاريخ الرهاوي : فصل 141 صفحة 316 .
ميمر مار يعقوب السروجي 180 مجلدة صفحة 738 .
———————–