العالـم الرياضـي فيثاغورس
فيثاغورس أو فيثاغور ولد في صور عام 582 ق .م من ابوين صوريين وهاجر معهما الى جزيرة ساموس . حين بلغ السادسة عشرة من عمره بدأ يظهر نبوغه حتى عجز أساتذته عن الإجابة على أسئلته . لذا انتقل للتتلمذ على يد طالس الملطي ، أول إغريقي أجرى دراسة عملية للإعداد .
أسس فيثاغورس مدرسته حوالي 529 ق .م في كروتونا ، وهي ميناء إغريقي جنوب إيطاليا كان مزدهراً في تلك الحقبة ، فالتحق بها عدد كبير من الطلاب . وكانت مدرسته أقرب لأن تكون فرقة دينية من أن تكون مدرسة بالمفهوم الصحيح للكلمة . كان أعضاؤها يتعارفون بإشارة سرية ، ويتشاركون في تملك جميع الأشياء ، كما تعاهدوا على أن يعاون بعضهم بعضاً .
تعرف نظرية فيثاغورس التي اقترنت باسمه ، وتنص على أنه في المثلث قائم الزاوية ، ويكون مربع الوتر ، أي الضلع الأطول ، مساوياً لمجموع مربعي الضلعين الآخرين . واكتشف أيضاً مجموع الزوايا الثلاث لأي مثلث يساوي زاويتين قائمتين . كما يعتقد بعضهم أنه هو الذي فكر في جدول الضرب المعروف ، بالرغم من عدم وجود ما يثبت ذلك .
افتتن فيثاغورس بالأرقام ، وأشهر أقواله : ( كل الأشياء أرقام ) . وليس ذلك قولاً شاذاً ، كما قد يبدو لأول وهلة ، وأن كل شيء في العالم إنما يتكون من أعداد من الذرات مرتبة بأشكال مختلفة . كان فيثاغورس يفكر أن الأعداد لها أشكال كالتي نراها في (زهر) الطاولة ، وفكرة تسميته الأعداد ( مربعة) أو (مكعبة ) إنما هي فكرته هو .
لم يكن فيثاغورس مولعاً بالأعداد والهندسة فحسب وإنما بالعلوم الأخرى المعروفة ، فضلاً عن شغفه بعلوم الدين لم تكن هناك كتب آنذاك منتشرة ، فقد كانت الطريقة المفضلة لمواصلة الدراسة هي الارتجال ولقاء العلماء .
قضى فيثاغورس عدة أعوام في مصر . وفي الخمسين من عمره كان قد تعلم الكثير فأراد إنشاء مدرسة ليعلم الآخرين .
كانت دروس فيثاغورس تتناول درجات الحكمة الأربع : الحساب ، الهندسة ، الموسيقى ، الفلك ، وواجبات الإنسان نحو الآخرين ، والدين ، وكان يفرض على طلابه ممارسة فضائل المروءة والتقوى والطاعة والإخلاص ، أي كل ما كان ينادي به المجتمع الإغريقي المثالي .
الحياة النقية في رأي فيثاغورس ، تعني حياة التقشف . وهناك عدد من القواعد التي وضعها كانت أشبه بالطقوس الدينية وعلى سبيل المثال كان محظوراً على تلاميذه أن يقلبوا النار بقضيب من حديد ، أو يلتقطوا ما وقع على الأرض ، كانت الموسيقى لدى فيثاغورس ذات أهمية بالغة .
من تعاليم فيثاغورس أن الأرض والكون مستديران ، ولهذا فإن التعليم المتكامل هو الذي يجمع بين الدراسة العلمية والقواعد الأخلاقية والدين .
كان تدريس فيثاغورس خليطاً من التصوف والتحليل العقلي . وانغمس الفيثاغورسيون في السياسة ، وكانوا كلما اكتسبوا مرتبة أو سلطاناً أظهروا الاحتقار للجماعات الجاهلة التي لا تستطيع أن تحيا حياة التأمل الرفيعة . وأدى ذلك إلى سقوطهم بعدما ثار الناس عليهم .
توفي فيثاغورس في الثمانين من عمره ، وظلت تعاليمه ونظرياته تزداد انتشاراً !!
بعد مائتي عام أقام مجلس الشعب (البرلمان) تمثالاً لفيثاغورس في روما تكريماً وتقديراً وعرفاناً بوصفه حكيماً إغريقيا كبيراً .