فرفوريوس الصوري : نابغة الفلسفة القديمة … يعظمه العالم وتنساه مدينته

Posted by on Sep 18, 2018 in Library | Comments Off on فرفوريوس الصوري : نابغة الفلسفة القديمة … يعظمه العالم وتنساه مدينته

فرفوريوس الصوري: نابغة الفلسفة القديمة … يعظمه العالم وتنساه مدينته

ولد فرفوريوس والمعروف ببورفير في صور سنة 233 ب . م، ويعني إسمه المتجلبب بالأرجوان . ويقال أن إسم فرفوريوس أطلق عليه في الاسكندرية عندما كان يتتلمذ على أمونيوس الذي رغب في أن يعطيه إسماً إغريقياً بدلاً من إسمه    الصوري ملكوس ويعني الملكي

حوالي سنة 254 وببلوغه 21 سنة توجه إلى أثينا حيث قابل هناك أساتذة فينيقيين كانوا قد سبقوه وسرعان ما أصبح الوزير الأول في بلاط الملكة زنوبيا ملكة بالميرا. وفي سنة 263 شدد من عزمه ” لونجس ” فسافر إلى روما ليكون قريباً من أفلوطين صاحب نظرية ” النيو أفلاطونية ” ولدى ملاحظة الاخير ذكاء تلميذه كلفه مراجعة وتصحيح ونشر مخطوطاته وعنوانها ” التاسوعيات

عاش فرفوريوس حياة نظامية، رياضية وتقشفية بغية التوصل الى الكمال النيوأفلاطوني مما أدى إلى هزاله الشديد الأمر الذي حدا بأفلوطين الى نصحه بالتوجه غلى صقلية حيث كتب معارضاً للكنيسة بشدة وليس المسيح مما جعل المفكرين الكنسيين ينكبون على دراسة أفكاره بجدية، وقد هاجم التعاليم المسيحية في إحدى وعشرين كتاباً رد عليها متوديوس رئيس أساقفة صور وقد احرقت هذه الكتب علناً سنة 435 بأمر تيودوسيوس الثاني

بعد وفاة أفلوطين عاد فرفوريوس إلى روما وكان عمره 67 عاماً وإنتهى به الأمر بالزواج من أرملة تدعى مرسيلا أم لسبعة أولاد. وفي سنة 301 ترخ حياة أفلوطين ونشر مخطوطاته

ترك لنا فرفوريوس مكتبة عظيمة تحوي على 77 مخطوطاً في مجالات عدة أهمها في المنطق، الفلك، الرياضيات، الميثولوجيا، الديانة، تاريخ الفلسفة وتاريخ علم الأخلاقيات. وقد اشتهر بكتابه ” الايزاغوجي ” وباليونانية تعني المقدمة ويستعان به لفهم كتاب أرسطو. وله بحث في هوميروس في إثنين وثلاثين كتاباً

سُمِي فرفوريوس بالمكتبة والمتحف المتنقل وقد نعته القديس أوغسطينوس بأنه علامة الفلاسفة رغم الاختلاف في وجهات النظر، وكان من بين تلاميذه الفيلسوف جمبليك العنجري، وقد اختلف المعلم فرفوريوس وتلميذه على فكرة العقل عند الحيوان

مات فرفوريوس في روما سنة 305 بعد الميلاد

فرفوريوس الصوري … إسم لامع وغني في عالم العقل والفكر الانساني، وصيت أعماله وكتاباته وأفكاره ذائع في كل مكتبات العالم وحي في مؤلفات الكتاب المعاصرين الذين يشهدون لهذا الفيلسوف العظيم أنه إنطلق يوماً من مدينة صور التي كانت إحدى المنارات الفكرية المضيئة في العالم القديم، لكن فرفوريوس يقف وللآسف غريباً في مدينته اليوم، التي نسيت كل آثر لهذا النابغة الكبير، حتى انها لم تطلق إسمه على شارع أو ساحة او زاوية من زواياها، في الوقت الذي حمل العديد من شوارعها أسماء لأشخاص أسطوريين لم يبرز لهم أي مساهمة او تأثير في التاريخ الانساني، وحاله في ذلك حال الكثير من أعلام هذه المدينة قديماً