تعاليم يمليخوس السوري بين المحب والمحبوب لينرد جورج ترجمة ادمير كوريه

Posted by on Sep 20, 2018 in Library | Comments Off on تعاليم يمليخوس السوري بين المحب والمحبوب لينرد جورج ترجمة ادمير كوريه

تعاليم يمليخوس السوري
بين المحب والمحبوب

لينرد جورج

ترجمة ادمير كوريه

بدأ اهتمامي الجاد بالافلاطونية المحدثة بعد فترة قصيرة من بدء عملي كعالم نفساني يعمل في المعالجة السريرية لقسم الحروق في مستشفى ، حيث شهدت تشويهات رهيبة للشكل البشري واختبرت آلاما يصعب وصفها. أما استجابتي لهذا الوابل من المؤشرات المميته فكان فيها بعض التناقض الظاهري ، اذ أصبحت اكثر فأكثر تحسسا لجمال الاشياء المحيطة بي ، والجمال بدوره تلألأ. كما أن استجابتي لفتت انتباهي الى ما يقع تحت المظاهر الجميلة ، و شدتني الى الاعماق الجميلة التي قادتني الى مكان غاية في البساطة والسكينة والصمت. وشعوري الخاص بتجذري في تلك السكينة– هو في اعتقادي ما اطلق عليه أفلوطين و يمليخوس بـ “الواحد”– وهو الذي آزرني في عملي الشاق مع هولاء الذين نجو من صدمات جسدية وانفعالية حادة

حادثة في قداره

كانت بلدة قداره محطة ترحب بالمسافرين القدماء. تقع قداره على بعد أميال قليلة من جنوب بحر الجليل، واشتهرت في الامبراطورية الرومانية بينابيعها الحارة المسكنة لللآلام. في السنوات الأولى للقرن الرابع الميلادي قام الفيلسوف يامليخوس ومجموعة من تلاميذه بزيارة قداره. و في أحد الأيام — حسب سيرة يمليخوس التي كتبها يونابيوس — عندما الح عليه اتباعه أن يريهم قدرته الالهية وذلك بأجتراحه لمعجزة، بدأ مشهد عجيب يتجلى أمامهم. رغم ان يمليخوس كان دائما يرفض القيام بذلك ، الا انه في ذلك اليوم وفي ذاك المكان ولبعض الاسباب رضخ لطلبهم. وبينما هو جالس عند بركة مياه ساخنة تدعى ” ينبوع الحب” غطس يمليخوس يده تحت سطح المياه المضطربة وأخرج ولدا صغيرا من الماء. كان الطفل مشعا، له شعر اشقر وبشرة جميلة. ثم مشى يمليخوس نحو البركة الاخرى التى تدعى “ينبوع المحبوب، ومد يده في الماء واخرج طفلا آخر، له شعر أسود وبشرة داكنة، الا انه لم يكن أقل اشعاعا من الأول. وكان هذان الطفلان يلتصقان بـ يمليخوس “وكأنه والدهما الفعلي”. وبعد فترة وجيزة أعاد يمليخوس الطفلين الى بركتيهما حيث سبحا بعيدا واختفيا عن الانظار تحت فقاقيع المياه. وأستمر الفيلسوف يمليخوس يتنزه مع حاشية من اتباعه المندهشين

ماذا نستخلص من كل هذا؟ لقد حصل يونابيوس (كاتب سيرة يمليخوس) على هذه الرواية نقلا عن تلميذ لواحد من مريدي يمليخوس. وتشير سيرة يمليخوس أن بعض تلاميذه كانوا فكريا حرفيين، لذلك نعتقد أن حادثة قداره بدأت كقصة رمزية ، حكاية تعليمية، أكثرمما هي تقرير اعلامي. في الواقع، ان شخصية يمليخوس ، في هذه القصة، تصور المثال المقدس الذي نادى به هو نفسه

يمليخوس يحلم باصلاح وثني

ولكن قبل ان ندرس هذا المثال المقدس والوسائل التي اقترحها يمليكوس للارتقاء اليه ينبغي ان نستعرض خلفية هذه الشخصية المحاطة بهالة الاسطورة. من كان يمليخوس؟ التفاصيل عن حياته ضئيلة. نعرف أنه ولد حوالي 240 ميلادية، في عائلة ثرية ، في بلدة قنسرين التابعة لمقاطعة سوريا الرومانية. وكان اجداده ملوك – كهنة لمدينة اميسا، )حمص (.أما شعوره بجذوره فكان عميقا — بعكس ما كان سائدا في زمنه– اذ رفض أن يتبنى اسما يونانيا او لاتينيا. ان اسمه مشتق من السريانية: يا- مليخو، ومعناه “الله يملك”. وقضى معضم حياته في جوار وادي العاصي. ولنهر العاصي منابع في المرتفعات اللبنانية تتعرج عبر منطقة مخضرة في سوريا الغربية لتصب في البحر الابيض المتوسط قرب انطاكية ، وكان العاصي عبارة عن شبكة من التأثيرات بين اليونان والشرق لقرون عديدة. وخلفية يمليخوس اعدته لمهامه الاساسية في الحياة: صياغة وحدة مركبة تجمع اعمق الأفكار الروحية في العالم الوثني

عاش يمليخوس حياة مترفة ولكن بسيطة، تولى الخدم بعنايته ونعم باملاكه الواقعة في الضاحية. تمكن يمليخوس المتحرر من عوز المادة ان يكرس حياته للبحث عن أسمى الحقائق مستخدما أفضل الوسائل المتوفرة لديه. درس يمليخوس (ربما في روما) على يد بورفيري ، الافلوطيني الشهير، ولكنه توصل الى قناعة ان مداركه تخطت ما تمتع به معلمه. بنى يمليخوس — الحكيم السوري– مدرسة في افاميا ، البلدة الواقعة قرب نهر العاصي والتي أشتهرت باعمدتها الاثرية. وكانت هذه البلدة آنذاك موضع اجلال في الاوساط الثقافية لأنها كانت بلدة نومينوس، فيلسوف شهير من القرن الثاني الميلادي

مات يمليخوس حوالي عام 325 ميلادية ، وعرف الزمن الذي عاش فيه “بعصر القلق”، اذ كان جليا ان المشاعر المشتركة التي عززت تماسك الامبراطورية قد اوشكت على الانهيار، مثلها مثل البابوية التي بعد الف عام تمزقت مؤسسة حكمها الامبراطوري الى زمر تحارب بعضها البعض، الأمر الذي أدى الى اضعاف قدرتها الدفاعية ضد هجمات الشعوب المجاورة. شهد يمليخوس في شبابه الجيوش الفارسية التي اقتحمت قنسرين (بلدته) ونهبت سوريا الشمالية. أما الاتجاهات الاخرى فكانت تشير الى اضطراب اعمق. كان المفكرون الرواد ينظرون الى الذبائح والصلوات واساطير الدين التقليدي على انها ساذجة وتافهة. أما بالنسبة للعامة فكانت ترى التنظيرالفلسفي للمثقفين غريب وغير مرتبط بواقعها. كما كانت هناك اشارات تململ حتى من العبادة العامة. وكانت الشبكة القديمة لـ مهابط الوحي قد صمتت الواحدة تلو الأخرى كالآبار التي تجف حين تستنزف طبقتها الصخرية المائية . وعندما بلغ يمليخوس الشيخوخة شهد ما لا يصدق. كان الامبراطور قسطنطين قد تخلى عن الوثنية ليؤمن باله طائفة متطرفة تدعى المسيحية، وأضطرب يمليخوس كثيرا للوهن الذي اصاب الروح الوثنية. غير انه ظن بأنه قادر ان يعيدها الى عافيتها، لأنه كان يحلم باصلاح وثني

أما علاجه للأزمة الوثنية فكان في العودة الى جذور الحكمة القديمة المتمثلة في الممارسات الروحية المهيبة ، لا سيما تلك التي كانت في مصر ، وبابل ، وآشور، ومنابع الفكر الكلاسيكي المتمثلة بـ فيثاغورس وأفلاطون وأرسطو، وكذلك الحركات الصوفية الكبرى ونصوص العصور القديمة المتأخرة المتمثلة بطوائف الاسرار الدينية ، والكتابات المتعلقة بالسحر والكيمياء، بالاضافة الى كتاب رؤيوي معروف يدعى “مهابط الوحي الكلدانية” (كتاب يعتقد انه من تأليف جوليان الكلداني ، كتب حوالي القرن الثاني الميلادي). هل باستطاعة هذه العناصر الفكرية المختلفة ان تصيغ مفهوم متكامل للعالم فيه من العمق ما يشجع الفلاسفة ، وفيه من الهيبة ما يروع ويعزي البسطاء من الناس؟ هذه كانت المهمة الصعبة التي اراد يمليخوس ان يقوم بها

عند دراسة تعاليم يمليخوس ينبغي دائما ان نتذكر هدفه. لم يكن معنيا بالتأمل أو النقاش لذاته ، لأنه كان يعتقد ان اسلافه الفلاسفة ظلوا طريقهم في صحاري من التنظير الجاف، مفضلين ذلك على مواكبة التواصل مع الحقائق الاساسية. ان افكار يمليخوس عن طبيعة العالم ، والذات، والروح ليست مواصفات حقيقية او نقاط منطقية، انما وسائل لتغيير الوعي. لذلك لا نستطيع أن نقيّم اهميتها بوسائل عقلانية او وضعية، انما علينا ان “نجربها” ونثمن تأثيرها على وعينا وحياتنا

الاكوان الحبية

أولا، دعونا نستعرض المسرح الذي تمثل حياتنا الروحية فوق خشبته حسب تصور يمليخوس الآفامي. نعيش ، كما علمنا يمليخوس، في كون هائل الاتساع ومعظمه غير منظور. وهذا المزيج من المدركات الحسية ، والأفكار ، والمشاعر، والصور التي تحتشد في العقل يمر فقط على سطح الواقع. أن الأشياء التي نختبرها ، من الأعماق التي لاتسبر، تبرز كتدفق دائم للخلق. و باستمرار هذه الاشكال تذوب عائدة الى النطاق الامرئي. وهذا الظهور والتلاشي هو تدفق ، دوران أو تيار يضم المرئي والمخفي

والمصدر الجوهري للتيار هو كائن ذو بساطة محضة. ويمليخوس يتبع تقليد الافلاطونية المحدثة في تسميته بـ “الواحد”. ولكن حتى هذه اللفظة تبقى مضللة ما دام “الواحد” هو متجاوز لكل شيء معدود. هذه الكينونة الصوفية ليست منفصلة عن كل ما يتدفق منها واليها ، بل تحتوي وتوحد كل الكون المظطرب ضمن هدوئها الكامل

ليس هناك خطوط بين الألوان في القوس والقزح، غير اننا بحاجة الى فحص القوس والقزح لوصفه “احمر / برتقالي/ أصفر/ أخضر”. وهكذا ايضا بالنسبة لدائرة الوجود التي هي بلا نقاط لقاء وبلا نهاية. قسّم يمليخوس النظام التسلسلي للخليقة، انطلاقا من “الواحد” الى العالم الحسي، الى مستويات. وعند كل ابتعاد عن الواحد تكثر التعددية وتقل الوحدة. في النطاق الخاص بنا تسود التعددية، ووحدة الكل هي ملحوظة فقط عبر طرق دقيقة

وصف يمليخوس الاشكال الاولى للواقع عند صدورها عن “الواحد” كالارقام حسب ما وردت في مصطلحات فيثاغورس. من “الواحد” يأتي اثنان، والاثنان يولدان “العديد”. طبعا هذه “الارقام” ليست الاعداد المألوفة التي تستخدم في المعاملات التجارية والقياسات بل هي حضورات الهية. وانماطها تولد اصداء عبر مستويات متوالية تبعث على نشوء نظاميات النطاق الحسي

يمكن اكتشاف سمة “الأثنين” على امتداد العالم . مستوحيا أفلاطون ، يؤكد يمليخوس على أن كل شيء يتألف من ازدواجيات – ضوء و عتمة ، بارد وحار، يسار و يمين ، مفرد و مزدوج – تنحبك مع بعضها مكونة أشياء لاتحصى نراها حولنا. ولكن كل شيء في الاكوان يتوق الى اصله ، أي المكان الذي تتحد فيه المتناقضات. وكل اشكال التوق في الحياة ، حين تسقط اقنعتها، ليست الا هذه العاطفة الكونية التي اطلق عليها يمليخوس لقب الحب.”الواحد” يحب “الكل”، و “الكل” يحب “الواحد”، الأمر الذي يدفع على التدفق الكوني . وكل ازدواجية هي حب انشطر الى اثنين وصراع الاضداد الذي يكون (يؤلف) حياتنا هي كلعبة الغميضة الخاصة بنصفي الرغبة: الحب والمحبوب ، أو الايروس والانتيئيروس، على حد تعبير افلاطون

لم يكتفي يمليخوس بتشخيص واقع الألوان بل شخّص كل لون. هناك طيف للكائنات الروحية ينوس بين “الواحد” و “عالم الحواس المتعدد” : الآلهة ، والملاكة الرؤساء، والملائكة ، والاراخنة، والارواح الحارسة ، والابطال و انفسنا. أما الارواح الحارسة. فهي ارواح وثيقة الارتابط بحياتنا اليومية، الا انها مختبئة تحت واجهة العقل والعالم الفزيائي ، وتشخص الطاقات الطبيعية التي تضم بيئتنا وميزات الشخصية التي تتحكم بقدرنا. وقبل مواجهتنا الكآنات العليا ينبغي ان نقيم علاقات مميزة مع ارواحنا الحارسة

تقوم العلاقات الاكثر ارضاءا بالنسبة للناس والارواح الحارسة او القوى الالهية على اسس القدرة على الحب التي هي (سمة الواحد)، في حين الابقاء على تميزنا هي ( ميزة الاثنان). هذا هو تدفق الحب، حركة “الواحد” و “الاثنان”. أما نحن فنتواصل باندفاع أشد نحو الآخرين. غير ان تشخيص يمليخوس ليس مجرد اسقاط ساذج لصفات انسانية على اشياء لاانسانية ، بل اداة نفسية تعيننا على أن نتواصل بشكل اتم ، أي حبياً ، مع قوى الخلق

الهوية المزدوجة

هذه الوحدة الهائلة ، أي كل هذا الكون المنتضم، هي بيتنا ، وبشكل اكثر الغازا هي هويتنا. من أنا ؟ عّلم يمليخوس بأن هناك جوابين صحيحين. من وجهة نظر الوعي الاعتيادي أنا كائن له جسم وحياة جوانية أو روح، اشارك في عالم يعج باجسام وارواح الآخرين. أنا فرد محدود المعرفة والقوة ، وعرضة للموت. وهذه الهوية المتناهية هي من أنا ، ولكن ليست كل ما أنا. أما من وجهة نظر الحب الكوني فالحياة الفردية تندمج في حياة الارواح الحارسة والآلهة والأعداد النموذجية و”الواحد”. فانغماري في الكون هو شامل لدرجة أن “نفسي” ، بمعنى ما، هي مجموع كلي (وحدة كاملة)

اننا نحيا حياة مزدوجة وهي ايضا مفارقة. والمفارقة في تصور يمليخوس للذات هي أن كلى الهويتين — المتناهية والامتناهية، التي تموت والتي لاتموت — هما كليا حقيقيتان . ليست الواحدة سراب للاخرى اومشتقة منها. أنا جزء وكل على حد سواء. ولكي نكون حاضرين كليا، ينبغي ان نكون يقظين لهاتين الهويتين، دون أن نسمح لواحدة أن تكسف الأخرى

هذا ليس بالامر السهل. لقد كتب افلاطون أن مجرد الوجود ككائن فيزيائي من شأنه أن يقوم بتشويش الروح. ان التفاصيل الحية لحياتنا المادية تضلل بنا، وبلا مقاومة نختلط بها ونتفق معها ونفتتن بشؤون الذات الصغرى. والنداء الحلو والخافت لـ “الواحد” يغرق في ضوضاء الاحساس والتفكيراليومي

وكخطوة اولية للتحرر من هذه الانشغالات (المادية) انكب تلاميذ يمليخوس على دراسة شقاوات التجسد وذلك بالتأمل في بعض ما كتبه أفلاطون مثل: “الجسد هو قبر”. الا ان يمليخوس حّد بدقة من هذا النفور من المادة وجعله اكثر توازنا حين مدح في تعاليمه قداسة الجسد. ان الخير الاعلى ، “الواحد” ينطوي على أكثر الاشياء فضاضة. نحن كائنات متجسدة، و لافائدة من الهرب الى عوالم لامادية. هذا و تعلم حكيمنا السوري من ارسطو أن الروح ليست شيء آخر الا الجسد. ولكنه تعلم من افلاطون ايضا ان الروح هي أكثر من الجسد

قارن يمليخوس نمو الوعي الذاتي لكل ما هو الهي بتفتح زهرة اللوتس، وكالزهرة يستفيد الوعي من الرعاية المناسبة. فالقراءة والتفكير بالحقائق السامية – التسلية الاعتيادية للفلاسفة – هي مفيدة كالتربة الخصبة للازهار. ولكن هذه الممارسة لوحدها هي غير فعالة روحيا لانها تظل على مستوى الوعي المألوف. و يمليخوس أكد بأن التفتح الروحي قادر ان يستقوي فقط من التخوم المتجاوزة للهوية الذاتية. لذلك علينا ان نفتح ذواتنا على المؤثرات الخارجية كما تنفتح زهرة اللوتس على الضوء. وهنا مفارقة اخرى: هذه المؤثرات الخارجية تذكرنا، من وجهة نظر الحب، بأنها ليست خارجنا ابدا

شعائر استذكار الذات

ينبغي أن نصادق الارواح الحارسة ونتواصل مع الالهة ونحرض على هويتنا الموحدة. غير اننا لن ننجح بمجرد الاعتماد على اشكال فكرنا وجهدنا المألوفة. لذلك أكد يمليخوس الحكيم بأننا لا نستطيع ان نفهم الحق الا من ضمن شروطه وليس شروطنا. اذن كيف نبدأ؟ علمّ يمليخوس أن للوثنية ذخيرة مقدسة من الممارسات الروحية التي تنطوي على وسيلة فعالة لاثارة الوعي ، وهذه الوسائل هي فاعلة لأنها ليست ابداعات عقل محدود ، بل تصدر عن طرف الهي. وتبنى يمليخوس لفظة “ثيورجي”، التي تعني “الفاعلية الالهية”، من كتاب “مهابط الوحي الكلدانية” للاشارة الى الوسائل المحرضة على التذكيرالذاتي لما هو الهي. وميز يمليخوس الـ “ثيورجي” (1) عن الاهوت ، او “الالفاظ االروحية” ، قائلا أن الحديث عن اكوان الحب ليس ذات الشيء كمن يحياها

قال الفيلسوف اليوناني طاليس: “أن كل الاشياء مليئة بالالهة”. والكون مكتظ بالاشياء التي تشير الى سر “الواحد”. وارواحنا ايضا تتضمن منبهات على شكل صور. أما اللفظة المحببة لدى يمليخوس لهذه التلميحات الروحية فكانت “سينثيماتا” (Synthemata)، وهي لفظة يونانية وتعني حرفيا “علامات” او “اشارات”. بمعنى آخر، الـ سينثيماتا تعني شيء يشهد على حضور الله. وهولاء الشهود يعملون كمرايا من خلالها يستطيع العنصر المقدس للروح ان يرى الالوهية الخاصة به. وصف يمليخوس شعائر وتأملات الديانة الوثنية كوسائل لتوجيه اهتمام الروح نحو نطاق العلامات وما في داخلها

أما تفاصيل طقوس “الفاعلية الالهية” الخاصة بـ يمليخوس فضاعت. غير اننا نعرف بـأنه قدم مجموعة من القواعد التي تماثل أوضاع الروح. ثمة ارواح كثيرة منصبة على الاشياء المادية لدرجة انها لا تستطيع ان تعمل الا مع (اشارات) مصنوعة من المادة وتتوق الى التواصل مع اكثر انواع الالهة مادية. وهذه الارواح كانت تؤدي طقوص وهي تستعين بحجارة وحيوانات ونباتات خاصة، و اشياء طبيعية اخرى توقر معتقدات تقليدية ترتبط ذهنيا بالآلهة. والحياة ، بالنسبة لهذه الجماعة، كانت تبدو كعقاب و الطقوس المادية كانت تخفف من الآمهم وذلك بتهدئة الارواح التي تحرسهم

أما الارواح المتطورة التي حققت بعض الوعي “للواحد”، كان باستطاعتها ان تملأْ ثيورجياتها (فاعلياتها الالهية) بـ اشارات أكثر نقاوة. ولكن لأن الاصوات غير مرئية والصور الذهنية هي مسموعة ، لذلك قال يمليخوس بانها اشارات الهية بعيدة الى حد ما عن العالم الحسي. ان الترانيم الثيورجية (المحرضة لما هو الهي) والرموز البصرية باستطاعتها ان تثير سينثيماتا (اشارات) في الروح المرتبطة بهم. والارواح التي تتميز بهذه المواصفات تعتبر مشاق الحياة اليومية فرصا للتطهير

اعترف يمليخوس بأن الروح نادرا ما تكون راقية لدرجة انها تستطيع التعامل مع ادق السينثيماتا (الاشارات). كما ان كتابات يمليكوس المتبقية لا تقول الا القليل عن أرفع نوع للفعاليات الالهية. يعتقد كريكوري شو– باحث اشتهر بدراساته عن يمليكوس — أن ذروة الممارسة الوثنية كانت تكمن في تأمل الأشكال والنسب الهندسية المقدسة. وهذه الاشارات الرياضية ربطت الروح بعالم الارقام الطرازبدئية القريب من “الواحد” ذاته

بالنسبة للارواح المتطورة ، العالم ليس مجرد عقاب او تطهير، انما اشارات فردية متعالية . وكل شيء ضمن هذه الرؤية الكبرى يبدو بوضوح وكأنه مويجة في محيط الحب ، موجة حنين الى “المصدر” العميق الذي ستعود الروح اليه قريبا. ومفهوم الذات عند المتقدم في النشاط الروحي هو ايضا متحول ومحاط بهالة من الجلال. فالافكار والمشاعر والشخصية تدوم ، ولكنها الآن مخضبة بشعور أن هذه الظواهر ، لا اقل عن الاشياء الخارجية، هي اشكال “للواحد”. كل فعل هو فاعلية الهية ، تعبير عن الحب لأن الايروس هو حب ، وهو ايضا فعل خلاق. كما ان الفاعليات الالهية للآلهة والتي يقلدها القائم بالفاعلية الالهية هي اقنية صناعة العالم التي يمتاز بها الواحد. ومن خلال الفاعلية الالهية نحن نعرف بأننا نشارك في خلق الكون

الشامانية الفلسفية

ترى كيف كانت مدرسة يمليخوس تمارس الفاعلية الالهية؟ كانت الرؤى (التجليات) شائعة خلال اقامة الشعائر، ووصف يمليخوس اشكال من الكائنات المتعالية يحتمل ان تظهر للذي يقوم بالفاعلية الالهية، وايضا ضوء تكتنفه الاسرار – وميض لتيار الخلق ذاته. ويروى انه كان هناك صوت كالريح آت من كل اتجاه في ذات الوقت. وهناك اعتقاد ان هذه الاشارات تعني ان الطقس الديني كان قد اتحد مع العوالم المقدسة. وهناك من يشير الى تحول في وعي القائم بالطقس، وهذا ليس بالامر الغريب . العديد من عناصر الفعالية الالهية كانت معروفة بأنها تحدث حالات متغيرة للوعي منذ العصر الحجري. ان التركيز على شيء مقدس ، غناء ايقاعي متكرر، يبدي للعيان – كل هذه التقنيات قادرة ان توهن من هيمنة العالم الاعتيادي والذات اليومية، لتتيح للعقل فرصة الانسلال تحت السطح

ان نمط الفيلسوف القديم هو شخص نبيل يرتدي ثيابا فضفاضة و يتأمل بهدوء معنى الحياة. الا ان هذه الصورة بعيدة جدا عن كاهن ثقافة الصيد البدائية الذي كان يصرخ ويرقص. أما القائم بالفاعلية الالهية فكان يجمع بين الاثنين: كان كاهن متفلسف يستخدم ببراعة كل وسيلة – منطقية وصوفية او مادية – لسبر اسرار الوجود. كان يمليخوس ككهنة الماضي يعّلم أن الروح تسكن ليس فقط في الجسد المادي بل ايضا في اطار غير مرئي وخالد. هذا الروح-الجسد مصنوع من ذات المادة التي صنعت منها النجوم. ولا يتم الاحساس بالروح-الجسد الا عبر المخيلة – وهو فعلا هذه المخيلة، الا انه تلبد برغوة التفكير الاستطرادي. لذلك تأملات التنفس تمسح وتنظف العقل وتنقل الجسد المخيل الى حيز الوضوح. و عندها الرؤى والاصوات السماوية المستحضرة في الفاعليات الالهية تستدرك بواسطة اعضاء الروح-الجسد. وعبر هذه المخيلة تلتقي الروح مع الله

اعتبر يمليخوس نفسه الصائن لاعلى قيم واشمل مدارك العقل الوثني، ولكنه لم يتوانى في نقد الكثير من المعتقدات العامة لعصره. في الماضي وكذلك الآن حاول الناس التكهن بالمستقبل عبر الاحلام وعلم التنجيم ودراسة الاعداد. اعتقد يمليخوس بأن الشيء الوحيد الذي يستحق الاستكشاف هو الطبيعة الحقيقية للذات والاكوان كتجليات “للواحد”. أما ملاحقة الاسرار الدنيوية لذاتها فكانت لللارواح القاصرة. وكان يمليخوس ايضا لاذعا في نقده للسحرة المغرورين بذواتهم. اعتبر التمسك بالقوة الذاتية من خلال السحر هو بمثابة تصوير كاريكاتوري محزن للبحث عن الفاعلية الالهية ، وان كان ايضا سعي وراء القوة التي تمثل فعالية الخلق الكوني ذاته ، ولكن غاية ذاك الذي يمارس الفاعلية الالهية ليست ان يربح هذه القوة لتعظيم الذات. حين تنسجم الروح الشخصية مع الكون الحبي عندها مواهب الروح تخدم “الكل”. هذا وشكك يمليخوس بطالبي الاختبارات الغريبة كالغيبوبة والنشوة. واشار ان كل حالة متحولة ليست بالضرورة ملائمة روحيا. ان النشوات التي تحدث اثناء الفاعلية الالهية لاتعزز لذاتها انما هي فقط وسيلة لتنبيه الروح على حضور “الواحد”

المعرفة الشخصية والقوة والاثارة ، كل هذه الامور، لم تكن من ضمن ما رمى اليه يمليخوس من الاصلاح الوثني. انما حث تلاميذه ان يتخذوا من حياة فيثاغورس نموذجا لهم. هذا الآفامي اعتقد ان فيثاغورس كان قد بلغ ذروة الحكمة والرحمة، ليس برفضه لوجوده الانساني ، بل من خلال مضاعفة احساسه لذاته بتضمين “الواحد” وابداعيته الامحدودة. لقد كان فيثاغورس قد جارى هويته الثنائية بثنائية الوعي ، لذلك صار اشارة حية “للواحد”. وفي حكاية يونابيوس يمليخوس نفسه يمثل هذا الانجاز، حين طلب تلاميذه أن يأتيهم بعلامة (معجزة) مد يده تحت سطح الحقيقة المدومة (الينابيع) ولمس التيارين المزدوجين (المحب المشرق والمحبوب الداكن) للعاطفة الكونية ووحدهما في حياته المجسدة “كأب صادق” ، فهو رمز “الكثرة” و”الأثنان” و “الواحد”. هذه كانت المعجزة التي عملها في بلدة قدارة ، ولم تكن الاعيب سحرية

خسارة وتراث

جميعنا نعرف الآن ان الاصلاح الوثني الذي قام به يمليخوس قد فشل ، لقد انمحى مع تصاعد الموجة المسيحية وتفتت الامبراطورية الرومانية ، ولكن لفترة زمنية كانت تلوح في الافق نتيجة مختلفة ، لأن تجديده للحكمة القديمة بعثت الامل في روح الوثنية المترهلة. كان يمليخوس يعرف بالعبقري في عصره ، و ينادى به “بالمحسن لكل العالم”. وجوليان ، آخر امبراطور غير مسيحي ، لقب يمليخوس بـ يمليخوس الالهي ، وقام بحملة لاحياء المعتقد الوثني وفق قواعد الفاعلية الالهية . و كانت رؤية يمليخوس ، برأي المؤرخ ستيفن كيرش ، ” الفلسفة السائدة في نهاية العصور القديمة من حيث شكلها الاكثر تفصيلا وتطورأ”. وكل مفكر وثني معروف في عصر يمليخوس ، حتى الضوء الاخير الذي اطفيء في اكاديمية أثينا في عام 529 ، رأى العالم من وجهة نظر يمليخوس

الا أن انبعاث الوثنية لم يتحقق، حتى بين الوثنيين المهتمين بالفكر كانت افكار يمليخوس قد صارت تقريبا غير مفهومة. و طقوسه الخاصة بالفاعلية الالهية التي كانت تهدف الى تنوير سام انحدرت الى ذات انواع السحر والمتاجرة بالاسرار الدينية التي كان قد ادانها. وبالرغم من انه رفض استخدام التماثيل في الكشف عن الغيب صار الممارسون للفاعلية الالهية بعده معروفين كخبراء في هذه المهنة. الا ان طقوس الفاعلية الالهية ظلت تمارس حتى فترة متأخرة من القرن الحادي عشر في بيزنطية ، ولكن آنذاك كانت مفاهيم الحكيم الآفامي السامية قد اندثرت

كان باستطاعة يمليخوس أن يكون مارتن لوثر وثني ، ولكن زمنه كان شاقا. في السنة التي توفي فيها عقد الامبراطور قسطنطين مجمع نيقية الذي أنجب المسيحية الارثودكسية ، ونمت قوة المسيحية بواسطة المناورات السياسية ، كما صّعدت من حدة العنف ضد الدينات المزاحمة لها ، فضلا عن الحظ الذي حالفها. وعند نهاية ذلك العصر كانت الوثنية تذوي في ظل الكنيسة الذي كان آخذ في الاتساع

ولكن يمليخوس ترك ارثا خفيا . ففي القرن السادس الميلادي وضع مسيحي سوري عدة مؤلفات فلسفية. ادعى هذا المفكر أن مؤلفاته كانت قد كتبت من قبل شخص غير مهم في كتاب العهد الجديد يدعى ديونيسيوس الاريوباغي. و ديونيسيوس هذا ، وان كان الاسم مختلق، تمكن من دمج المسيحية بالنظام الفكري لـ يمليخوس. اعاد هذا المؤلف صياغة الهرم الخفي لتشخيص دوران الحب (الخاص بـ يمليخوس) في تسع جوقات ملائكية. وطبق براهين يمليخوس عن ضعف الفكر البشري واهمية الطقوص الروحية لاحتياجات الايمان المسيحي والقربان المقدس. وبدلا من أن ينظر الى كل الكون وكأنه اشارة الهية (على غرار يمليخوس) ، تجنب ديونيسيوس الاريوباغي هذه الفكرة ليتبنى الكنيسة بديلا عنها. كان لكتابات الاريوباغي دور حاسم في تكوين المنظور المسيحي للعالم في الشرق والغرب ، حيث ترجمت اعماله الى اللاتينية من قبل يريجينا ، اللاهوتي الارلندي. ويا لسخرية القدر، أن (يمليخوس) الحكيم الوثني الذي حاول انعاش ديانة ماضيه (الوثنية) ينتهي الى خلق الكثير من ديانة المستقبل (المسيحية) عبر الاريوباغي ، هذا المسيحي المجهول الذي قام بتفسير اعمال يمليخوس

في النهاية لعب يمليخوس دورا في بعث الفكر الوثني ، اذ بعد موته بألف ومئة عام وقعت نسخة من كتابه الذي كتب له البقاء في يد مارسيليو فيسينو، فيلسوف افلاطوني محدث من عصر النهضة الايطالية. قام فيسينو بترجمته الى اللاتينية ، معطيا اياه عنوان “عن الاسرار” ، وهو الاسم الذي عرف به الكتاب حتى الان. كان افتتنان عصر النهضة بالروحانية القديمة قد ازداد ، الى حد ما، نتيجة حماس فيسينو لـ يمليخوس

هل هذا الحكيم الشبه منسي لديه شيء يعلمنا اياه الآن؟ من نواح عديدة ، كان عصر يمليخوس يشبه عصرنا. كانت القيم القديمة واليقينيات قد تعرضت للنقد وكان انقاذ الحضارة مشكوكا به. حيال هذه الخلفية المشؤومة وصف يمليخوس وضع الروح بطريقة يستطيع الكثير منا ان يفهمها: قال عن الروح انها تتخبط ، عاجزة ان تشعر بوضوح علاقتها بالكل، و غالبا تتحمل الحياة وكأنها محنة مقلقة. وبحثنا الروحي يقدم امثلة عدة عن الاتجاهات الانانية التي حذرنا يمليخوس منها. الباحثون المحدثون يتحدثون عن الروح والمخيلة ، شأنان اساسيان لدى يمليخوس. ويعود الفضل في الاهتمام بهذه القضايا الى كل من جيمس هيلمان و ثومس مورالذين يعترفان بانهما مدينان للعصور القديمة ولـلافلاطوينين المحدثين في عصر النهضة. لقد حان الاوان لاعادة النظر في أفكار يمليخوس ، المعلم القديم للروح

لربما كان لخيرنا اننا لم نعد نعرف تفاصيل طقوص الفاعلية الالهية الخاصة بـ يمليخوس ، والا لوقعنا تحت اغراء تقليد سلوكيات لا علاقة لها بسياقها الذي ضاع الى الابد، ولكن من بقايا اعمال يمليخوس التي وصلت الينا نستطيع أن نعيد صياغة موقف روحي ، ونستطيع ان نجربه

الذي يمارس الفاعلية الالهية يعرف ان العالم الحسي ليس وهما ، ولكن ليس كل شيء. ان سطحه المموج يحجب طاقة هائلة وحميمة تتدفق من اعماق لايمكن تصورها. والنموذج الرياضي لهذا الفيض ، الذي اكتشفه فيثاغورس ، يشكل اساس العلم الحديث. والعالم الداخلي ليس كما يبدو ايضا ، اذ تحت ما يطفو على سطح الفكر والخيال يسكن المخيال الخالد الذي يرى ويسمع ويسبح في نهر الخلق. لذلك لا حاجة الى الهرب الى عالم آخر، او زمن آخر، او هوية اخرى ، لأنه ، في كل الاحوال ، ليس هناك من مخرج. باستطاعتنا ان نجد طرقنا الخاصة لنلمح “الواحد” في مرايا الطبيعة ، متمثلة في اغانى ، في صور ، في تنا سقات. من خلال اهتمامنا بالوعي المزدوج لروحنا، نحن ايضا نستطيع ان نشعر وكأننا في بيتنا الكائن في هذا العالم الرائع بين الحب والمحبوب. الشاعر الاميركي ولت ويتمن رأى ذات الرؤية ، مثل يمليخوس ، رؤية بامكانها ان تكون رؤيتنا ايضا ، رؤية لوجود شامل اقرب الينا من تنفسنا:

أنا شاعر الواقع
أقول ان الارض ليست صدى،
وليس الانسان شبح،
بل كل الاشياء المرئية هي واقعية،
وكذلك الشاهد والفجرالناصع للاشياء هي ايضا واقعية …

تحتل لفظة ثيورجي (Theurgy) مكانة خاصة في فلسفة يمليخوس ، لذا نرى ضرورة تعريفها. الثيورجي تعني الافعال الالهية ، او فعل الالهة (theon erga). والثيورجي ليست تنظيرا فكريا كالاهوت (المعني بدراسة طبيعة الله)، بل هي صعود نحو الله . قام بصياغة هذه اللفظة محرورا كتاب “مهابط الوحي الكلدانية” ، ولكن الممارسات القديمة للتواصل مع الالهة والسمو نحو الالهي تعود الى التقاليد الكهنوتية في بلاد الرافدين ومصر. أما الثيورجي المتجلية في الافلاطونية المحدثة فتعتمد على النماذج الكلدانية وتفاسير افلاطون المنتشرة في كتبه، “فيدروس” و “تايميوس” و “المائدة” و حوارات اخرى. لذلك تعتبر الثيورجي نتاجا للفلسفة الافلاطونية والاهوت الفيثاغوري السلبي. هذا ولا تتعارض الممارسات الثيورجية مع دياليكتيك افلاطون. الثيورجي تأله الروح من خلال سلسلة الرموز والاشارات الانطولوجية (الرموز والاشارات قد تتمثل بشيء مادي ، تمثال، اوبشري) التي تغطي كل التراتب الهرمي للوجود وتؤدي الى اتحاد و وحدة مع الالهة (هذه الوحدة هي شكل من اشكال نشوة الرؤية). وتقوم الثيورجي على اسس نشأة الكون في تعبيرها الطقصي وتعتمد تقيلد اوامر الالهة. وبالنسبة لـ يمليخوس تتخطى الثيورجي كل الفلسفة العقلية (او الادراك العقلي) وتحّول الانسان الى كائن الهي

ورد تعريف الثيورجي في معجم المصطلحات الروحانية (المترجم)

مؤلفات يمليخوس:

Iamblichus. De Anima. Translation and commentary by A. J. Festugiere. In La
Revelation d’Hermes Trismegiste, appendix 1, 3:177-248. Paris: Gabalda, 1953.

—-. De Communi Mathematia Scientia Liber. Edited by N. Festa, 1891. Edited with
additions and correctipons by U. Klein. Stuttgart: Teubner, 1975.

—-. De Vita Pythagorica Liber. Edited by L. Deubner, 1937. Edited with
additions and correctipons by U. Klein. Stuttgart: Teubner, 1975.

—-. Iamblichi: Chalcidensis: In Platonis Dialogos Commentariorm Fragmenta.
Translated and edited by John Dillon. Leiden: E. J. Brill, 1973.

—-. Iamblichus: On the Pythagorean Life. Translated with notes and Introduction by
Gillian clark. Liverpool: Liverpool University Press, 1989.

—-. On the Mysteries of the Egyptians, Chaldeans, and Assyrians. 2nd ed. Translated by
Thomas Taylor. London: Bertram Dobell, 1895.

—-. The Theology of Arithmetic. Translated by Robin Waterfield. Grand Rapids, Mich.:
Phanes, 1988.

—-. The Exhortation to Philosophy. Translated by Thomas Johnson. Grand Rapids,
Mich.: Phanes, 1988.

مراجع انكليزية والمانية وفرنسية عن يمليخوس:

Blumenthal, H. J., and E. G. Clark, eds. The Divine Iamblichus: Philosopher and Man of
Gods. Bristol: Bristol classical Press, 1993.

Cremer, Friedrich W. Die Chaldaischen Orakel und Jamblich de Mysteriis. Meisenheim
am Glan: Anton Hain, 1969.

Finamore, John F. Iamblichus and the Theory of the Vehicle of the Soul. Chico, Calif.:
Scholar Press, 1985.

Gersh, Stephen. From Iamblichus to Eriugena: An Investigation of the Prehistory and
Evolution of the Pseudo-Dionysian Tradition. Leiden: E. J. Brill, 1978.

Larsen, B. D. Jamblique de Chalcis: Exegete et philosophe. Aarhus: Universitetsforlaget,
1972.

Shaw, Gregory. Theurgy and the Soul: The Neoplatonism of Iamblichus. PA: Penn. State
Univ. Press, 1995.